الميدل ايست تحلّق عكس “النموّ الاقتصادي”…. ارقام مشجعة هذا العام ولكن!

312bf3e663b35

لا خلاف على ان شركة الميدل ايست شكلت مثالا ناجحاً على النهوض والاصلاح في بلد متعثر سياسيًّا واقتصاديّاً وماليّاً. وبرزت الشركة وحيدة بين مؤسسات القطاع العام التي استطاعت المحافظة على استمراريتها وثباتها في ظل الازمات المتلاحقة على لبنان وآخرها الازمة المالية التي تعصف بالبلد وبمقومات صموده. وشكلت المثل الصارخ للنجاح عندما ترفع اليد السياسية.
ونظراً لاهمية السياحة كعامل داعم للاقتصاد الوطني وجذب العملة الصعبة او “الفريش” دولار، ساهمت الشركة من خلال سياساتها وخططها التسويقية في تحفيز السياحة والسفر للبنان، بالرغم من البيئة غير المستقرة التي تعمل فيها منذ العام 2019 وما شهده من احداث، وصولا الى جائحة كورونا والتضخم العالمي.
بلغة الارقام، يقول رئيس الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط مروان الهبر لـ LebTalks ان اعداد الراكبين ارتفع هذا الموسم بحدود 15% مقارنة مع العام الماضي، وذلك من الفترة الممتدة من الاول من حزيران حتى 15 آب الحالي.
اذاً الموسم السياحي الحالي هو افضل من الموسم الماضي الذي كان يعدّ ايضاً موسماً جيّداً وقويّاً، ولكن، حسب الهبر، ما زالت الارقام اقلّ مما كانت عليه في العام 2019 وما قبله بنسبة 11%، مؤكداً “اننا نتوقع استعادة الحركة الطبيعية في العام ٢٠٢٤، وهو معيار وضعته المنظمة العالمية للطيران كعام طبيعي”.
تحديات عدة واجهت الشركة محليّاً وعالميّاً ولعلّ الابرز كما يقول الهبر، كان التضخم العالمي اواخر العام 2022 جراء ارتفاع اسعار الفيول والحرب الاوكرانية الروسية التي اثرت بشكل سلبي على الشركة من ناحية زيادة الكلفة التشغيلية وهذا الامر انعكس بدوره على السفر والسياحة وعلى اسعار التذاكر ولكن مع ذلك تمكنت الشركة من الاستمرار وادخال مردود للبلد.
انتقادات كثيرة طالت ولا تزال اسعار التذاكر التي تعتبرها فئة من الناس باهظة، لكن الهبر اكد ان اسعار الشركة تنافسية مقارنة مع باقي شركات الطيران التي تسيّر رحلات الى لبنان، والتطبيقات خير دليل على ذلك، لافتاً الى ان ارتفاع الاسعار بالمطلق امر طبيعي خلال فصل الصيف وتحديداً في موسم الذروة نسبة الى العرض والطلب.
تكيّفت الشركة مع الصعوبات والتحديات واستطاعت المحافظة على الثبات والنجاح، وعلى جذب السياح. يؤكد الهبر ان سياسة الشركة التسويقية كانت عاملا مساعداً، “فنحن نعمل دوماً على تقوية الطلب على لبنان ليس فقط في فصل الصيف انما على مدار السنة امّا عبر مكاتبنا في الخارج من خلال الترويج، وامّا بالتعاون مع وزارة السياحة على مشاريع محددة وقد جمعتنا الى الآن 3 مشاريع مع الوزير وليد نصار”.
ويذكّر الهبر هنا، بانّ الشركة عملت بعد جائحة كورونا على اعلان شمل 15 دولة فرضت من خلاله اسعاراً تشجيعية بهدف تحفيز العالم للقدوم الى لبنان. كما قامت العام الماضي بتنظيم Snow festival كجزء من حملة وزارة السياحة تحت عنوان “عيدا بالشتوية”. ويؤكد الهبر ان هناك خططاً عدة يُعمل عليها لتشجيع السياحة الى لبنان وهذا العمل مستدام بالنسبة للشركة ولا يتوقف.
انطلاقاً من ذلك، ومن ضمن الامكانات المتاحة، حلّقت الميدل ايست عكس النموّ الاقتصادي الذي يرتّد على مختلف القطاعات. امّا متى العودة الى ارقام ما قبل 2019، فيتوقع الهبر امكانية الوصول الى المستويات ذاتها اعتباراً من منتصف العام 2024، اذا كان وضع البلد مستقراً امنيّاً.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: