بدءاً من اليوم ولمدة أسبوع، يعود القاضي ماهر شعيتو الى ترؤس الهيئة الاتهامية في بيروت بصفة رئيسٍ مناوبٍ لا أصيل، وذلك وفق جداول المناوبات المحدّدة خلال العطلة القضائية، وعليه من المرتقب أصولاً أن يمثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة غداً الثلاثاء أمام الهيئة الاتهامية في قصر عدل بيروت لمتابعة جلسة استجوابه بجرم الفساد المالي الذي يشمل تبييض الأموال والتزوير والاختلاس، وهي الجلسة التي أرجئت الى تاريخ الغد بعد تغيّب سلامة عن جلسة التاسع من آب الجاري لتعذّر تبليغه وذلك، بعد تعذّر العثور عليه في العناوين المصرّح عنها.
الأمل بالعثور على سلامة ومثوله أمام القضاء غداً ضئيل جداً كي لا نقول معدوماً، فالحاكم السابق إختفى أو " تبخّر" تماماً أو أنه يتحصّن في مكان لا يمكن الوصول اليه اذا استبعدنا نظرية مغادرة لبنان لاعتبارات عدة، بعد خروجه من حاكمية مصرف لبنان، وبالتالي بعد سقوط الحصانة عنه، علماً أن مجموعة من العناصر الأمنية التابعة لجهاز أمن الدولة والتي كانت مسؤولة عن مرافقته وتأمين حمايته الشخصية طوال فترة توليه حاكمية مصرف لبنان لا تزال برفقته، ما يطرح سؤالاً بديهياً عن تعذّر تبليغه بموعد الجلسة التي وصلت اليه " لصقاً" على ثلاثة عناوين تابعة له لكن من دون العثور عليه.
على المقلب الآخر المتّصل بملف سلامة القضائي، ارتفع عدد الدول التي تلاحقه في قضايا الفساد المالي الى 14 دولة بعد انضمام الولايات المتحدة الأميركية الى 13 دولة أوروبية، علماً أن القضاء الألماني يبدو الأكثر "حماسة وسرعة" في المضي قدماً بمتابعة ملف الفساد، إذ إنه وبعد زيارات عدة لوفد قضائي ألماني، خارج إطار الوفود القضائية الأوروبية، الى بيروت خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة وبعد المطالبة بالحصول على مستندات خاصة من مصرف لبنان، تمكن هذا القضاء من تجميد نحو 25 مليون يورو، هي عبارة عن عقارات يملكها سلامة في ألمانيا، إضافة الى سلسلة إجراءات تتمحور حول متابعة تجميد الأصول التي يملكها سلامة والمقرّبين منه في الدول التي فتحت تحقيقات في ملفه مع أقاربه تحت عنوان واحد موحّد ترفعه الدول التي تسير على طريق مقاضاته وهو " رياض سلامة متّهم بتبييض الأموال وشركة " فوري" وهمية".
بين واقع انهيار اقتصادي حصل نتيجة هندسات مالية " خبط عشواء" غطّتها المنظومة الحاكمة المتماسكة والمتواطئة معه، وبين حفظ حق الدولة اللبنانية باسترجاع الأموال والممتلكات والأصول لمصلحتها، هل " يظهر" طيف رياض سلامة غداً في قصر العدل؟ سبقَ أن قلنا في مستهل المقال .." الأمل ضئيل جداً أو حتى معدوم…فهل يتحوّل سلامة الى "wanted"؟
