تبدو مهمة رفع العتب التي سوف يقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أقرب للمهمة المستحيلة، فموعد وصوله الى بيروت غير محدّد بعد، والمواقف من دعوته للحوار غير مبشّرة، وليس لديه جدول أعمال غير محاولة الحوار، ولا مبادرة تملك فرصة التحوّل إلى ديناميكية تحرّك الجمود الرئاسي.
وفي هذا السياق كشف مصدر فرنسي رفيع ل"النهار" ان لودريان سيصل الى بيروت في 11 أيلول المقبل . وقال المصدر ان الاسئلة التي وجهها لودريان في رسالته الى النواب هي تثبيت رسمي لمواقف النواب حول معلومات سبق ان حصل عليها لودريان . واعرب مسؤول فرنسي رفيع آخر عن قناعته بان "فرنسا ستنجح في مسارها في لبنان وانه سيتم انتخاب رئيس" . الى ذلك سألت "النهار" المسؤول عن تمني الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه امام السفراء الفرنسيين في العالم توقف ايران عن زعزعة استقرار الامن في المنطقة واذا كان يعتقد ان ايران قد تتوقف عن ذلك في لبنان فقال المسؤول بصراحة انه "لا يعتقد انها ستتوقف عن ذلك في لبنان" .
وذكرت" نداء الوطن" أنّ لودريان سيصل الى بيروت في 17 ايلول المقبل، وسيجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم يعقد في السفارة الفرنسية لقاءات ثنائية مع ممثلي القوى السياسية. وسيسعى الى إكمال الخطوة بجلسة عمل عامة تشارك فيها القوى السياسية قبل بدء دورات انتخاب رئيس. وأفيد أن المعارضة ترفض المشاركة وتطالب بالدعوة الى دورات مفتوحة للاتفاق داخل المجلس.
وفقا لمصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي»، يعبر كلام ماكرون عن حال العشوائية التي تدير من خلالها فرنسا سياستها الخارجية، سواء في افريقيا او الشرق الاوسط، وهو راهنا يطلق «الرصاص على رجله» في لبنان، من خلال اتهامات واهية لا تمت الى الواقع بصلة، خصوصا ان الايرانيين عمدوا منذ اليوم الاول الى فصل ملفات العلاقة الثنائية عن الملف اللبناني، وابلغوا باريس ان حزب الله وحده المعني بتفاصيل لبنان الداخلية ، وكان التعاون مثمرا طوال فترة طرح الفرنسيين لمبادرتهم الرئاسية. ويبقى انتظار عودة لودريان الى بيروت لمعرفة خلفيات هذه التصريحات غير المسؤولة، وعما اذا كان لباريس مقاربة جديدة، وعندئذ سيبنى على الشيء مقتضاه.
وأشارت مصادر المعارضة لـ”البناء” إلى أننا لن نشارك في الحوار الذي سيدعو إليه لودريان. وجدّدت التأكيد على أن أيّ حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية لن يكون مجدياً وسيقيد الرئيس المقبل بجملة شروط، لافتة الى أن الحوار يجب أن يكون برئاسة رئيس الجمهورية ويتركز على سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية.