معركة "قواتية" حامية… حزب متنوع ورائد

WhatsApp-Image-2023-08-21-at-4.31.22-PM

مع اقتراب موعد الانتخابات الداخلية التي يجريها حزب القوات اللبنانية، تكثر الترشيحات للتنافس على 11 موقع في الهيئة التنفيذية، وعلى موقع رئيس الحزب ونائبه.

لا تبدو الانتخابات المزمع إجراؤها في 29 تشرين الأول مهمة للحياة الحزبية والديمقراطية فقط، إنما تكتسب أهمية، بحكم أن من أعلنوا ترشيحهم حتى الساعة يمثلون طبقات ومناطق وأعمار متنوعة جداً بشكل يُظهر التعددية والتنوع الغني داخل الحزب.

ويمثل حزب القوات اللبنانية، في الوقت الراهن، شبكة كبيرة ومعقدة تضم مجمل الطبقات الاجتماعية والمناطق والتيارات الفكرية والفئات العمرية، وله امتدادات خارج البيئة المسيحية وأنصار يمثلون مجمل أبناء لبنان. فإن كان العمود الفقري للحزب قائماً تقليدياً على أصحاب الدخل المحدود والعمّال وأبناء الأرياف، إلا أنه توسع كثيراً في السنوات الأخيرة داخل البيئات المُدنية والنقابية والطبقى الوسطى.

ساهم موقف القوات اللبنانية في الدفاع عن سيادة الدولة وحصرية سلاحها في وجه أعمال "حزب الله" في إظهار وجه الحزب المؤمن بقيامة دولة عادلة وآمنة ومستقرة، وذلك بشكل جعل من مصلحة أبناء الطبقى الوسطى والغنية التماهي مع القوات اللبنانية، بعدما رأوا فيها محجة خلاص لهم من براثن الحزب وأعماله المخلّة بالأمن العام وبمصالحهم على حد سواء.

صحيح أن وجود القوات اللبنانية في الشمال وجبل لبنان أكثر ثباتاً تاريخياً، إلا أن حضورها زاد بشكل مضطرد في دول الانتشار والجنوب وبيروت والبقاع. ويعود هذا الأمر إلى مواقف القوات اللبنانية من القضايا الوطنية العامة، وتلافي الدخول في معارك صغيرة ومناطقية محدودة، بالإضافة إلى أعمال أجهزة الحزب المكثّقة في مجال التنشئة السياسية والتنظيم الإداري الداخلي، بشكل جعل من التمدد في كافة المناطق أكثر تأثيراً وديمومة.

يضم حزب القوات اللبنانية كذلك، طيفاً واسعاً من التيارات الفكرية. صحيح أن القضية اللبنانية بمعانيها العميقة تجمع كافة أعضاء الحزب، إلا أن بعض التعددية الفكرية واضحة للعيان داخل القوات اللبنانية، فترى قسماً يجد أفكاره أقرب إلى كتابات الأستاذ أنطوان نجم و "الهوية المجتمعية"، فيما آخرون يرون أنفسهم أقرب إلى "الكيانية اللبنانية" عند الفيلسوف شارل مالك، فيما غيرهم يؤمنون جدياً بإعادة النظر في التركيبة اللبنانية ويطرحون داخلياً أنظمة سياسية جديدة للبنان. هذه الحيوية الفكرية مدعاة فخر للحزب ولرئيسه ومسؤوليه، فلا تيار فكري واحد أحد يتسيّد على العموم الحزبي، بل حيوية معتبَرة تعزز من الديمقراطية الداخلية والحرية الفكرية.

أما عن الأعمار، فللقوات اللبنانية حضور مميّز لدى كافة الفئات العمرية، وخاصة الشباب منهم. وهؤلاء يمثلون نبض الحزب وحركيته ومستقبله. يولي الحزب أهمية كبيرة لمصلحة الطلاب بما تحمله من أهمية في تعزيز النشاط الطلابي والشبابي، كما بجهاز التنشئة السياسية الذي يلعب دوراً مهماً في مجال النشاط الفكري والتوعوي، إضافة إلى أجهزة ومصالح وإدارات أخرى تلعب دورها الرائد في مجال توسيع شبكة الحزب وأنصاره من مجمل الفئات العمرية.
في القوات اللبنانية روابط غير رسمية أحياناً تضم كبار السن من رفقاء السلاح، كما خلايا للناشئة في المدارس والمهنيات وما بينهما من فئات عمرية متنوعة ومتعددة.

بالعودة إلى الانتخابات الداخلية، يأتي هذا الاستحقاق الحزبي مناسبة لتظهير التنوع داخل الحزب والتنافس الديمقراطي، وليؤكد المؤكد أن المعارك الانتخابية الحامية هي أجمل وأنبل المعارك التي يخوضها الإنسان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: