اتُخذ قرار تمديد مهام قوات اليونيفيل لعام جديد في لبنان، مع صلاحيات “موسّعة” إلى حدٍ يُسمح به لعناصر هذه القوات القيام بأي مهمة من دون تصريح أو إذن مُسبق بشرط التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وذلك بتصويت 13 عضواً لصالح التمديد، مع امتناع روسيا والصين عن التصويت.
ولعل هذا القرار يمتّ بصِلة على خلفية مقتل الجندي الأيرلندي شون روني من اليونيفيل في أواخر العام الماضي، والتوتّر الحاصل بين حزب الله وإسرائيل، ما يعني أن الوضع لا يسمح بأن يُلغى قرار وجود اليونيفيل، إلا أن الصلاحيات أحدثت سجالاً حاداً في مجلس الأمن حول حرية حركة اليونيفيل، ما أفضى الى تأجيل جلسة التصويت يوماُ كاملاً، من الأربعاء حتى الخميس إلى حين معالجة التباينات.
وفي تفاصيل صلاحيات اليونيفيل، خصّ أندريا تينينتي المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام اليونيفيل موقع LebTalks بحديث، أكّد خلاله أنه وبعد قرار مجلس الأمن أمس بتمديد القرار رقم 2695، مهمتنا في تعزيز الإستقرار وحفظ الأمن وضمان عدم التوتر باقية على حالها ولا شيء تغيّر في صلاحياتنا بل على العكس، إنما الأكيد هو البقاء على التنسيق مع الحكومة اللبنانية، فنحن لا نزال نعمل وفق ما نصّ عليه القرار 1701، وهذا التجديد يصبّ في هذه الخانة، ونحن مستمرون بالقيام بنشاطاتنا ومهماتنا في الجنوب بطريقة مُستقّلة ولكن بالطبع بتنسيق مع الجيش اللبناني من خلال إعطائه علماً بتحرّكاتنا، على الرغم من بعض “سوء الفهم” للقرارات السابقة”، مضيفاً ” ما نتمناه بالأخص من الأهالي والمواطنين هو تقبّل وتفهّم حريتنا بالتحرّك على الأراضي اللبنانية لأن هذا الأمر كان من صلاحياتنا دائماً وسيبقى وهذا أيضاً جزء من الإتفاقية، والتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني والحكومة سيبقى قائماً من قبلنا، ومهماتنا وصلاحياتنا ستبقى على حالها ولا تغيير في أي شيء”.
وعن العلاقة مع أهالي الجنوب بعد العديد من الأحاديث عن توترات بين القوات حفظ السلام والأهالي، قال تينينتي ” نحن في لبنان منذ 2006 أي منذ 17 عاماً حتى اليوم، وخلال هذه الأعوام كان لدينا الكثير والكثير من المهام والنشاطات في المنطقة وفي لبنان، وهذا بطبيعة الحال يمكنه أن يولّد بعض التزعزعات في العلاقة أو التوتر، ولكن بالرغم من بعض التوترات والتي هي قليلة فإن عملنا لم يتأثّر وسوء الفهم يُحَلّ دائماً، وأغلب مهماتنا تُقام بشكلٍ طبيعي و من دون أية مشكلات، وما يؤكّد ذلك هو أننا نقوم بأكثر من 400 مهمّة في اليوم الواحد، وبالنظر إلى هذا العدد الكبير من المهام يمكن أن نقيس عدد الخلافات مع الأهالي مهما كانت انتماءاتهم محدودة جداً، فنحن نقوم حتّى بنشاطات إنسانية مع الأهالي في الجنوب والأمور تسير بشكل طبيعي، وما يؤكّد ذلك هو الهدوء الذي شهده الجنوب اللبناني منذ 2006 حتى اليوم، ونحن كنا نحصل على دعم كبير من الأهالي ولا نزال بمعزل عن انتماءاتهم أو أحزابهم وسنستمر بعملنا بدعم من الحكومة والأهالي”.