في ذكرى وفاتها.. مهسا أميني على قيد "الحياة والحرية"

woman

كتبت جويس تابت:

"المرأة والحياة والحرية" شعار صدح في أرجاء العالم منذ مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني في أيلول العام الماضي، وهي فتاة تبلغ من العمر 22 سنة فقط، جعلت رصاص ديكتاتور النظام الإيراني خردةً أمام خصائل شعرها الأسود.

ولّد قتلها الشنيع بعد ثلاثة أيام من احتجازها من قبل "شرطة الآداب" في طهران بتهمة خرق قواعد الحجاب مشهداً من أجمل مشاهد التمرّد في العالم وليس فقط في ايران. نساء تتمشّى على أرصفة البلاد دون حجاب، وعندما ترى إحداهنّ رجال شرطة الأخلاق، تتلاعب بشعرهنّ وكأنهنّ تقولنّ لهم: "أقتلوني إذا أردتم… لكن مهما فعلتهم فلن تقتلوا حريتي"، ما شكّل أكبر تحدٍ لمن يحكمون ايران اليوم والذين يفرضون إلزامية الحجاب منذ عام 1983.

وبحسب منظمات حقوقية معارضة موجودة خارج إيران، وصل عدد قتلى المواجهات إلى 500 كما آلاف المعتقلين ممن شاركوا في الإحتجاجات على أثر مقتل أميني التي تحوّلت إلى رمز من رموز الشجاعة وكأنّها تركت شجاعتها إرثًا استخدمه شباب وطلاب جامعات ونساء في احتجاجات كانت الأولى من نوعها بعد الثورة الإسلامية في ايران عام 1979.

مؤثّرون في المجتمع الإيراني من ممثّلين ومغنّيين ونشطاء أشهرهم المغني الإيراني "مهدي يراحي" الذي نشر أغنيةً مؤيدةً للنساء البطلات المطالِبات بحرية الحجاب، تعرّضوا للإعتقال وبعضهم ما زالوا قيد الإعتقال بعد مرور سنة كاملة على اندلاع الإحتجاجات.

استطاع النظام الإيراني السيطرة على المظاهرات التي استمرّت لثلاثة أشهر وذلك بشق النفس، وبعدما إضطر إلى استخدام العنف ضد الناس. كما لم يستطع منع ظاهرة النساء الإيرانيات اللواتي ظهرنّ في الفضاء العام من دون حجاب خالعين من داخلهم الخوف من مواجهة النظام الذي أمر بتعذيب مهسا أميني حتى وفاتها، وغير آبهين بتنفيذ القضاء الإيراني إعدامات عدة بحق معتقلين واجهوا تهمة قتل عدد من قوات الأمن الإيرانية.

تتوجه أنظار الحركات النسوية في العالم أجمع اليوم إلى إيران، بعدما دعا والد "الشهيدة" كما أسماها إلى إحياء ذكرى رحيلها بالرغم من تهديدات السلطات الإيرانية له. فهل تنجح إعادة إحياء الإحتجاجات في الذكرى الأولى من اندلاعه؟ وهل تقطف الإيرانيات ثمارًا جديدة من الحرية والحياة بعد أن زرعت بذورها تلك الفتاة الشُجاعة وروتها من دمائها ودموعها خلال ثلاثة أيام وهي تقاوم التعذيب؟ أم يقتلها سَنّ تشريعات جديدة لم تنفع حتى اللحظة مع الإيرانيات الشجاعات ومن يدعمهنّ من رجال تخطّوا كل المحرّمات مواجهين أعتى الأنظمة ورصاص عسكرها؟

وهل يخضع النظام الإيراني لإرادة شعبه ويعيد "الخيار" للمرأة الإيرانية بارتداء أو عدم ارتداء الحجاب؟ أم يتحقق ما قاله "نزار قباني" يومًا في "بلقيس"، فتظلّ أجيالٌ من الأطفال تسأل عن ضفائر مهسا أميني الطويلة التي أنهت نظام التسلّط المستمرّ بقوة القمع والسلاح، وتنبُت من بعد شَعرِها السنابلُ…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: