بدا كافيا عدم صدور بيان عن اجتماع ممثلي اللجنة الخماسية في نيويورك بعد أربعة أيام فقط من عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان من جولته الثالثة في لبنان حتى تتصاعد معالم الإخفاق والتعثر التي تطارد واقع الدول المعنية بالازمة الرئاسية اللبنانية اسوة بالافرقاء اللبنانيين انفسهم .
وبحسب “النهار” فان اوساطا ديبلوماسية فرنسية وأميركية وعربية كانت تلمح قبل اجتماع اللجنة الخماسية الى ان التوافق بين الدول الخمس الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر على “بيان الدوحة” الذي كان محور الموقف المبدئي للمجموعة الخماسية لا يعني بالضرورة اختفاء وتقليص التباينات بين بعض الدول حيال ترجمة البيان “وتسييله” بما يقود الى تظهير الخلاف حول الشخصية التي يتعين ان تتلاءم والمواصفات الصارمة سياديا واصلاحيا وانتخابها لرئاسة لبنان . ويبدو ان جوهر التباين هذا برز امس في الاجتماع الذي دعت اليه فرنسا في مكاتب بعثتها في الأمم المتحدة وشارك فيه ، خلافا للمعطيات الإعلامية التي عممت قبل الظهر ، مستشارون يمثلون الدول الخمس وليس وزراء خارجية هذه الدول . وبدا واضحا بعد مرور ساعات على انعقاد الاجتماع من دون صدور بيان عنه ان الاجتماع اخفق في ردم التباينات المستمرة فيما فرض كتمان شديد على مداولات الاجتماع ترجمه عدم توافر معلومات تفصيلية دقيقة عما جرى وتسرب القليل من المعطيات الإعلامية حول خلاف أميركي فرنسي حول الخطوات التالية لحمل اللبنانيين ينتخبون رئيسا للجمهورية اذ اتسم الموقف الأميركي بتشدد لم يلق تجاوبا فرنسيا ولو ان الاميركيين دعموا قيام حوار لبناني لبناني لضمان انهاء الازمة الرئاسية. كما ذكرت تقارير أخرى ان قطر ستتولى بذل جهود جديدة في الاتي من الأيام في محاولة للتوفيق بين مواقف الدول الخمس . وأشارت التقارير الى ان ممثلة الولايات المتحدة باربارا ليف طلبت من فرنسا وضع وقت محدد للفراغ الرئاسي وان ممثل المملكة السعودية أشار الى ان بلاده مستعدة لمساعدة لبنان عندما ينتخب رئيس للجمهورية وقد حضر الاجتماع لنحو ربع ساعة فقط.
واختصرت مناقشات اللجنة الخماسية التي اجتمعت أمس في نيويورك، ما انتهت اليه المبادرة الفرنسية في شأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وتجلى ذلك في موقف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف التي خاطبت مديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غيغان، قائلة: «يجب أن يكون هناك وقت محدّد للمبادرة الفرنسية، ولا يمكن أن تستمر لفترة زمنية طويلة، وبالتالي، يجب تحديد الوقت أو اتخاذ إجراءات في حق المعرقلين».وتواترت معلومات عن اجتماع اللجنة الذي دعت اليه باريس على مستوى وزراء خارجية الدول الخمس، في مقر بعثتها الدائمة في نيويورك، لكن الاجتماع عقد على مستوى موظفين كبار، وبدأ في الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك واستمر نصف ساعة فقط. ودار البحث حول نتائج مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وفق ما نقلته الديبلوماسية الفرنسية التي قالت إنه لا تزال هناك عقبات تحول دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وخلال المناقشات التقت المداخلات، ولا سيما مداخلة المندوب السعودي، عند ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كي تنطلق عمليات المساعدات نحو لبنان.وبينما دعت بربارة ليف الى «حوار لبناني لبناني في شأن الانتخابات الرئاسية»، أوضحت أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أن موقف المسؤولة الأميركية لا يمت بصلة الى مبادرة الرئيس نبيه بري، بل يتصل بالمواقف المبدئية الأميركية التي تحض على أن «يحسم اللبنانيون أمرهم بالعودة الى دستورهم وقوانينهم».