على الرغم من تداعيات ملف النزوح السوري على لبنان، لا تزال هذه القضية تراوح مكانها لا بل تنذر بالاسوأ، بعد موجة النزوح الثاني التي أدخلت سوريين بالمئات يومياُ، عبر المعابر غير الشرعية من قبل المهربين و”المافيات” مقابل العملة الخضراء، وهذا يعني بأن لا حل، فيما لم تعد الدولة اللبنانية قادرة على تحمّل كل تلك النتائج، خصوصاً كلفة ضبط الأمن في مخيمات النازحين، والمناطق التي ينتشرون فيها، إضافة الى الخدمات الرئيسية والمزاحمة على المهن وسحبها من درب اللبنانيين، الذين باتوا يعيشون بطالة غير مسبوقة، لذا نراهم ينتظرون على قارعة السفارات بحثاً عن هجرة سريعة وهروب من بلدهم، بالتزامن مع تخطيّ عدد اللاجئين السوريين في لبنان المليونين، ليشكلوا اقل بقليل من نصف عدد سكانه ، من دون ان يتوصل المعنيون فيه الى حل، بدءاً بالعودة الى ديارهم التي ما زالت تلقى الرفض لأسباب غير مقنعة، فيما الهدوء يسود المناطق السورية، الامر الذي يبطل الاسباب، لكن تبقى المساعدات المادية وتوابعها التي تقدمها مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، السبب الاول لبقائهم في لبنان.
آخر تداعيات هذه القضية ما يجري في بلدة القاع الحدودية، التي تعج بالنازحين الذين وصل عددهم الى اكثر من ثلاثة وثلاثين الفاً، فيما عدد اهاليها لا يتخطى الخمسة الاف، وهذا يعني رقماً خيالياً غير معقول، وفق ما يشير بعض الاهالي لموقع LebTalks ويحذرون من مشاكل قد تحدث في المستقبل القريب، فهنالك مروّجون للمخدرات، وقبل فترة تمّ القبض على ثلاثة مروجين سوريين في البلدة، مما ينبئ بالمخاطر، فضلاً عما يُحكى في الكواليس عن توطين مبطّن، فكل هذا يثير الهواجس من تغيير ديموغرافي، لذا نكرّر صرخاتنا من بقاء الوضع كما هو اليوم، في حال إستمر هذا الواقع المرفوض، واذا لم يتواجد الحل النهائي لهذه الازمة، فهذا اسوأ بكثير من التوطين.
ولفت الاهالي الى انّ اعداداً كبيرة من النازحين الباحثين عن الحرية، يفضلّون البقاء في لبنان ويرفضون العودة الى سوريا بعد كل تلك السنوات، في المقابل تتواجد اعداد كبيرة ايضاً من المؤيدين للنظام السوري، الذين يعلّمون ابناءهم كل ما يتعلق بتاريخ النظام وشعاراته، وأبدوا خوفهم من غياب اي حل، لانّ الوقائع لا تبشّر بالخير لا بل تؤكد بأنّ التوطين المبطّن بات واقعاً
