كتبت جويس تابت
من السجون إلى المستشفيات، تتنقل الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، دون أن تكّل عن النضال من أجل الحرية في بلادها.
مؤخراً، حازت محمدي على جائزة نوبل للسلام للعام 2023، وذلك تقديراً لمعاركها ضد قمع النساء في إيران ومن أجل حماية حقوق الإنسان وحريّته. فمن هي نرجس محمدي التي لم تُخضعها إعتقالات وجلدات السجّان؟
هي صحافية وناشطة حقوقية وسياسية ايرانية ونائبة رئيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان. تكافح منذ سنوات عديدة من أجل حقوق المرأة مذ كانت طالبة على المقاعد الدراسية، فكانت تكتب المقالات وتعمل في عدّة صحف وتنشر كتبها الخاصة.
عام 2003، انضمّت محمدي إلى مركز المدافعين عن حقوق الإنسان الذي أصبحت نائبة لرئيسته، شيرين عبادي، الحائزة هي أيضًا على جائزة نوبل للسلام.
حتى أنها عندما اختارت شريكًا لحياتها، اختارته شريكًا لنضالها، فتزوّجت من زميلها الصحفي الموالي للإصلاح تقي رحماني والذي اعتُقل أربعة عشر عامًا قبل أن ينتقل الى فرنسا.
منذ عام 1998 والمرأة الإستثنائية، نرجس محمدي، تنتقد الحكومة الإيرانية، وتتنقّل ما بين معتقلاتها القاسية والمستشفى التي تطبّب أمراضها الناتجة عن طرق الإعتقال المتّبعة في الأنظمة الديكتاتورية، فتُشفى، وتخرج إلى الحرية ثم تعود كل مرة الى المعتقل.
اعتُقلت أكثر من 13 مرة على أقل تقدير، متخلية عن حريتها من أجل حرية بقية الإيرانيات، فيما أسباب الاعتقال فتنوعت بين تهم القيام بأعمال ضد الأمن القومي، إلى تهمة الدعاية ضد الدولة ومروراً بتهمة محاولة إسقاط النظام من خلال نشاطها في مجال حقوق الإنسان…
وبينما اعتقد النظام الإيراني بعد كل تهمة وعقاب أنّه نجح بكسر جرأة نرجس محمدي، كانت تخرج من السجن أكثر تمسّكًا بإنسانيّتها وأكثر إصرارًا على إكمال دربٍ شاق وطويل، فيما عمرها ناهز ال51 قضت معظمه في السجون، وتحمّلت مئات جلدات السجّان.
نرجس محمدي امرأة جعلت نساء العالم تخجل من أن تعطي لنفسها لقب “ناشطة في سبيل حقوق المرأة والإنسان”، وهي إمرأة وهبت قضيّتها أجمل سنوات عمرها كي لا تنتهي القضية أو تشيخ قبل أن تحقق للمرأة الإيرانية الحرية والحياة.
نرجس محمدي التي لا تمتلك من إسمها شيئًا من النرجسية بل الكثير من التضحية والعطاءات التي يجب أن تُدرّس في البرامج التدريبية للحركات النسويّة وجمعيات حقوق الإنسان، اعتقد النظام الإيراني أنه بسجنها ستُنسى كما نسي العالم أسماء الكثير من النساء الثائرات، فيما يضجُّ إسمُها اليوم في إيران والعالم أجمع بعد أن حصدت من السجن جائزة نوبل للسلام تقديرًا لها على كل ما قدّمته وما زالت في طريق الدفاع عن حقوق الإنسان في بقعة الأكثر شحاً في حريّة الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص.