لهذه الأسباب لا دخول للحزب في حرب غزة … إلا إذا

hosbollah

لم يكن الإعلان عن إطلالة إعلامية للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسم نصرالله اليوم، ثم القرار بإلغائها من خلال النفي السريع لها، سوى جانب آخر من جوانب الحرب النفسية التي يتشارك محور "وحدة الساحات"، في شنها على إسرائيل، منذ فجر يوم السبت الماضي، موعد عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة "حماس" ضد مستوطنات الغلاف على حدود قطاع غزة.

فالغموض والضبابية في موقف "حزب الله" لجهة دخوله على خط الحرب مع إسرائيل، هما شكل من أشكال الدعم والدخول في المواجهات الدائرة ولو من دون قصف باتجاه مستوطنات شمال إسرائيل.
ولا يقتصر هذا القرار على شن حرب نفسية فقط من خلال استهداف ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا، وهي منطقة نزاع ومتعارف عليه بين الحزب وإسرائيل، بأن القصف فيها لا يبدل قواعد الإشتباك بل يبقي على المعادلة الأمنية على حالها من التوتر والحذر فقط على الجبهة الجنوبية.

وعلى الرغم من رمزية عدد الصواريخ التي أطلقها الحزب من جنوب لبنان، فإن ما من قرار بالحرب لأن الرد كان تحذيرياً وأتى رد إسرائيل عليه صعيفاً.

وبالتالي، وحتى الساعة ، ب لا يمكن رصد موقف الحزب ومحور "وحدة الساحات" بالنسبة للطوفان في غزة، فالوحدة التي تحققت من لبنان إلى سوريا على الأقل، قد اقتصرت على الرسائل المحدودة في الزمان والمكان، مع الإبقاء على ورقة التصعيد مرفوعة وواردة في أي لحظة، خصوصاً وأن إلحاق الجبهة الشمالية بالحرب الدائرة في القطاع وغلافه، يعني فتح مواجهة عسكرية واسعة، قد لا يكون القرار الإقليمي قد صدر بالوصول إليها.

ولذلك، فإن عدم صدور أي إشارات عن موقف إيران لجهة إشعال جبهة لبنان واشتراط الحزب بعدم تفجير هذه الجبهة إلا بعد بدء العملية البرية في غزة، أي قرار اجتياحها من قبل إسرائيل، سيبقى القرار السائد لدى هذا الفريق.
فالحزب ، وبحسب مطلعين ومواكبين للمسار الذي يتبعه في حالات التصعيد، يسعى إلى المواجهة من خلال التهديد والتلويح بالحرب من دون الذهاب إليها، من أجل تحقيق نتائج عملية ميدانية وليس فقط ضمن إطار الحرب النفسية على الجيش الإسرائيلي، بل عبر استدراج تعزيزات عسكرية ضخمة على امتداد الحدود مع لبنان .
وهنا يتحدث المطلعون عن المشهد الميداني الذي ظهر في الساعات ال٢٤ الأخيرة، حيث تسببت رسالة الدعم التي أطلقها لحركة "حماس" عبر استهداف مزارع شبعا، بإخلاء مستوطنات الشمال وباستقدام وحدات وتعزيزات للجيش الإسرائيلي وباستنفار وحداته، وبالتالي، بتخفيف الضغط العسكري عن غزة وتشتيت العمل العسكري وإبقاء قيادة بنيامين نتنياهو في دائرة الإرباك والشكوك.

ومما تقدم فإن السؤال المطروح في الكواليس الديبلوماسية محلياً وخارجياً، يتركز حول المسار الذي ستسلكه الحرب وانضمام الحزب إليها، لكن الجواب وإن لم يعلنه الحزب، هو واضح وهو وإلى جانب التضليل ، يقضي باستدراج نتنياهو إلى الجبهة مع لبنان وشن حملات ضغط إقليمية ودولية من قبل عواصم القرار التي تتدخل عبر التواصل معه لمنعه من شن عملية برية كي لا يصبح الجنوب مسرحاً جديداً للعمليات العسكرية، ما سوف يخفف الضغط أيضاً عن غزة سياسباً وديبلوماسياً وبشكل غير مباشر .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: