أمام خطر الحرب: دولة "آخر من يعلم"… لا ارادة ولا ادارة

WhatsApp-Image-2023-10-11-at-2.02.53-PM

في حماة الحديث عن امتداد ما يجري في غزة الى الساحة اللبنانية، عبر بوابة الجنوب الخاضع للقرار 1701، والتي وقعته الحكومة اللبنانية والتزمت بمواده ومندرجاته منذ العام 2006. تبقى أعين اللبنانيين شاخصة الى دولتهم، التي هي من الناحية المبدئية مسؤولة عن امنهم وعرضهم وارضهم، وهي من يدرء عنهم الاخطار الآتية من الداخل والخارج.
وواجبات الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية ولو كانت مستقيلة، ان تتحضر لمخاطر الكوارث التي قد تتأتى من حرب، لن تكون مفاجئة الا بنتائجها على غرار صدمة الحكومات، والوزارات المعنية من فيضانات الطرقات سنوياً عند كل "زخّة مطر" على سبيل المثال.

وبفعل تسليم هذه الحكومة قرار الدولة ودورها وسلطاتها وسيادتها، للدويلة المتمثلة بحزب الله، سيكرّر المسؤولون عنها بعد مفاجأة اول "زخّة رصاص" او "صلية صواريخ" او غارة طيران ما قاله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد قيام حزب الله بتوريط لبنان في حرب تموز 2006:"ان الدولة اللبنانية آخر من يعلم وأول من يُطالب".
وعندما يحذر الحريصون الغيارى من مغبّة توريط لبنان واللبنانيين، في حرب لا قدرة لهم على تحملها او تحمّل تبعاتها اقتصاديا وماليا وعسكريا، وغير متحضرين ومستعدين لها حياتيا ومعيشيا وصحيا وبنى تحتية وملاذات وملاجئ…تنبري قيادات الممانعة وابواقها ووسائل اعلامها لتخوين المحذرين الحريصين. ويتناسى الممانعون ان قائد ممانعتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كان قد عبّر عن هوله من نتائج حرب تموز المظفرة وخسائرها الباهظة "نادما" بقوله في27 آب 2006: لو كنت أعلم في 11 تموز بإحتمال 1% بأن يقوم العدو بهذه الحرب لما اقدمت على خطف الجنديين الإسرائيليين، ذلك لأسباب اخلاقية و انسانية واجتماعية و أمنية و عسكرية، اذ ان حزب ألله لا يقبل بذلك ولا الأسرى ولا أهاليهم."
وليعبّر هو نفسه لاحقا بمثل ما يعبّر الحريصون "المُخَوَّنون" على ضرورة التحضر، والتحضير المسبق قبل نشوب الحرب، طامحا بالتماثل مع جبهة العدو الاسرائيلي الداخلية اذ قال في 25 أيار من العام 2013 :" كل سنة هناك مناورة كاملة في كامل الكيان الصهيوني، على مستوى الجبهة الداخلية، ماذا تعني الجبهة الداخلية؟ تبدأ المناورة من رئيس الوزراء للجيش والشرطة والدفاع المدني، ويجرون فحصاً على الملاجئ، على صافرات الإنذار، وعلى وسائل الإتصال والإسعافات والمستشفيات والطرقات، وإستيعاب المهجرين والنازحين…لنترك الإدارة جانباً. في المستشفيات والاسعافات والدفاع الوطني يا أخي صافرة إنذار، رادار يقول : هناك طيران داخل على البلد، لا يوجد شيء على الأطلاق، ولا حتى بنية تحتية، هم عندما يجرون مناورات الجبهة الداخلية يفحصون الملاجئ. الحمد لله في لبنان ليس لدينا ملاجئ نفحصها، يفحص الغرف الآمنة، وفي لبنان لا يوجد غرف آمنة لنفحصها."
ومن هنا نختم بالقول لاصحاب الإرادة بحرب تفتقد لحسن الإدارة : "من ساوى نفسه بعدوّه ما ظلمها".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: