لم يكن مشهد استقبال وفد نيابي من “حزب الله” مع ممثلين عن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” ، لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مشهداً عادياً، بل شكل الدلالة على أنه السبب الذي يقف وراء تعطيل الثنائي الشيعي لانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان ولتعطيل تكوين سلطة تنفيذية فاعلة.
وكما أن الإعداد لعملية “طوفان الأقصى” استغرقت أكثر من عامين من أجل الوصول إلى تأمين ظروف نجاحها، فإن عملية إسقاط السلطة اللبنانية والدولة ومؤسساتها والهيمنة على القرار السياسي كما المالي والأمني والصحي والإجتماعي وحتى الثقافي، قد تطلبت سنوات من العمل والتحضير وراء الكواليس وتحت عناوين وذرائع واهية وحملات تضليل وتقسيم للبنانيين.
وأما الهدف من تدمير لبنان وانهيار صورته السابقة والصيغة الفريدة، فهو الوصول إلى الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ، والتي تختزن كل ما مر به لبنان في العقود الأخيرة، من أحداث كرست هذه الهيمنة ووضعت لبنان في محور يستبيح الأرض والشعب والثقافة .
قد تضيع الصورة وسط قرقعة السلاح واللهاث عن توظيف دماء الفلسطينيين في صفقة مليارات جديدة، وبحث عن دور في التسوية الآتية، لكن ما زال أمام لبنان الفرصة لرفض أي انزلاق إلى “طاحونة” الحرب التي تقف على مسافة إشارة من الضيف “الثقيل”.