منذ إنطلاق عملية “طوفان الاقصى”، سارعت إيران ومعها “حزب الله” الى تبرير عدم السير ب “وحدة الساحات” والاستفادة من عامل المباغتة ومن الارباك والضياع الذي أصاب إسرائيل بحجج عدة كالقول “لن ننغص على “حماس” نجاحها ونشاطرها إياه” أو “لن نكشف اوراقنا طالما “حماس” ما زالت قادرة على المواجهة”.
لاحقاً، إنتقلت إيران ومعها “الحزب” الى ربط إنضمام الأخير الى هذه الحرب بإقدام إسرائيل على إجتياح غزة براً. إلا ان اللافت تطور موقف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وقوله: “إذا لم ندافع عن غزة اليوم فعلينا أن ندافع عن مدننا غداً”.
هذا الموقف، يعكس قلق إيران الحقيقي التي سعت منذ اللحظة الاولى الى عدم التورط في عملية “طوفان الأقصى”، مراهنة على أن إمتلاك “حماس” العدد الكبير من الأسرى – وقد لامس ٢٥٠ إسرائيلياً – وتوزيعهم في مختلف أنحاء غزة سيربك إسرائيل ويحول دون رد دموي ويدفع الى التفاوض.
إلا أن نظرية الدروع البشرية سقطت وقابلها غطاء دولي سياسي ومالي وعسكري غير مسبوق لإسرائيل، التي تؤكد ان ردها لن يكون أقل من القضاء على “حماس”. من هنا، بدأت إيران تشعر أنه مهما حاولت التملص من الدخول في هذه المواجهة إلا أنها ستجد نفسها مرغمة على ذلك. فأي إحتمال للقضاء على “حماس” اليوم يعني ضرب ذراعها الثانية “حزب الله” غداً وضربها بالمباشر على أبعد تقدير بعد غد. من هنا، هاجس إيران مقولة “أكلت يوم أكل الثور الابيض”.