من المؤكد أن حادثة قصف المستشفى المعمداني -غزة، التي أودت بحياة المئات من الفلسطينيين، هزت إنسانية معظم الدول ، حتى التي كانت ملتزمة الصمت منها منذ بدء الحرب بين حركة “حماس” واسرائيل.
فأمور عدة تبدّلت على المستوى الدبلوماسي إقليمياً ودوليا، بدليلِ إلغاء قمة عمان، واحراج الرئيس الأميركي جو بايدن نظراٍ لتوقيت الحادثة قبل يوم واحد من وصوله إلى الأراضي الاسرائيلية محمّلين بايدن مسؤولية ما جرى ومطالبين إياه بالتحرك لردع هذا العدوان الاسرائيلي، بالاضافة الى تحرك نواب جمهوريين وديمقراطيين منددين هذا الاعتداء.
أما على المستوى الأوروبي فكان للمجزرة وقعٌ آخر هذه المرة حيث اندفع الأوروبيين في العديد من البلدان الى التظاهر، بعدما كانت التظاهرات دعماً لفلسطين ممنوعة، مطالبين بوقف العنف تجاه الفلسطينيين ومعبّرين بذلك عن غضبهم لفقدان أي شكل من أشكال الإنسانية في هذا الاعتداء على المستشفى، ومع ذلك لا يمكن القول أن أوروبا أصبحت غير منحازة الى اسرائيل.
وفي ما يخص التداعيات على لبنان، فبدأت التحركات الميدانية بتوسيع رقعتها من جنوبي البلاد وصولاً الى بيروت، حيث أقام ليلة أمس بعض اللبنانيين الآتين من مختلف المناطق وقفات تضامنية مع غزة أبرزها كان في الضاحية الجنوبية وفي عوكر، مقر السفارة الأميركية. بخطوةٍ منهم لحثّ الحكومة الأميركية على أمر الاسرائيليين بوقف الاعتداءات على فلسطين، معتبرين أن أميركا هي وراء كل ما تقوم به اسرائيل من هجوم. وهناك ترقّب للساعات المقبلة اذا ما كانت ستُفتح جبهة الجنوب أو ستظل الأمور ضمن الضوابط والمعادلة القائمة حالياً، مع العلم أنه وصلت تحذيرات من بعض السفراء الغربيّين الى نائب سابق يقولون فيها أن فتح الجبهة الجنوبية ستكون كلفتها كبيرة هذه المرة، بغض النظر عن مجزرة “المعمداني”، فيمكننا القول إذاً أن المسألة الآن أصبحت مفتوحة على كافة الاحتمالات ومتعلقة بالقرار الذي سيؤخذ جنوباً