شكل انضمام مزيد من التنظيمات الفلسطينية واللبنانية في تبني العمليات الجارية ضد القوات الاسرائيلية مؤشرا جديداً لترجيح كفة التصعيد المتدرج عند الجبهة الجنوبية، وسط كلام عن إقامة غرفة عمليات ميدانية مشتركة بين حزب الله وهذه التنظيمات التي صار معروفا منها علنا "حماس" وحركة الجهاد الاسلامي والجماعة الاسلامية وربما تنظيمات أخرى تعلن تباعا. وفي ظل التراشق الصاروخي والمدفعي المتكرر يوميا عبر الجبهة الجنوبية تثار تساؤلات عدة حيال ما اذا كانت معادلة "التناسب" في قواعد الاشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل الصامدة نسبيا حتى اللحظة بما لم يشعل المواجهة الشاملة ستحافظ على صمودها طويلا ام ان تعدد التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الى جانب "حزب الله" في الاشتباكات الجارية واعمال القصف قد تخرج الوضع الميداني في أي لحظة عن إمكانات ضبطه وتاليا اشعال المواجهة الكبيرة.
على الصعيد الديبلوماسي، علمت «الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية انّ اجتماعات علنية ومغلقة تُعقد في مجلس الامن الدولي لمتابعة الوضع في جنوب لبنان وغزة وبمشاركة الدول المعنية، وشارك فيها مندوب لبنان في المنظمة الدولية هادي هاشم، الذي التقى عدداً من رؤساء البعثات، ولا سيما منهم الاميركي والفرنسي والروسي والصيني والالماني والسعودي والقطري والايراني والتركي، ومساعدي الامين العام للامم المتحدة غوتيريش، للبحث في سبل تهدئة التوتر في جنوب لبنان وغزة.
وافادت معلومات المصادر لـ «الجمهورية»، انّ جميع المندوبين يشدّدون في الاجتماعات المغلقة، على ضرورة وأهمية وقف التوتر عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية «حتى لا تحصل ردّة فعل واسعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وذلك من باب الحرص على لبنان من جانب الدول الصديقة له، وحرص الدول الصديقة لإسرائيل عليها». وذكرت المصادر، انّ لهجة غالبية الدول تبدّلت قبل مجزرة مستشفى المعمداني في غزة وبعدها اكثر، «من الدعم المطلق لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، إلى الدعوة لإلتزام القوانين الدولية في الحروب واحترام حقوق الانسان وعدم انتهاك الحقوق الانسانية بالتعرّض للمدنيين».
وبدا انّ الاتجاه الدولي بات يميل اكثر الى نوع من التوازن، بدليل انّ مشاريع واقتراحات القرارات التي قدّمتها روسيا والبرازيل ودول اخرى واعترض عليها بعض الدول، أجمعت على وقف التصعيد ورفض قتل المدنيين.
وتوقفت مصادر لبنانية عبر "اللواء" عند التقارير التي تصل الى بيروت من مصادر دبلوماسية في دول القرار، من ان ما يجري يشي بأن «الحرب الاقليمية» واردة بقوة، مع بدء التوغل التدميري للجيش الاسرائيلي الى قطاع غزة.
وتخوفت المصادر، حسب التقارير من ان التصعيد الجاري في جبهة الجنوب من شأنه ان يتطور الى وضع تصعب السيطرة عليه.
وتفيد المعلومات ان الخطر من انفجار جبهة الجنوب قائم، لكنه مرتبط بعوامل دولية وميدانية، وتتوقف الى حد كبير على مصير العملية البرية التي يلوح بها الجيش الاسرائيلي لاعادة احتلال قطاع غزة، الذي تخلى عنه بقوة المقاومة قبل 18 عاماً.