يستفيد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من سهولة حركيته الميدانية في ظل محدودية المخاطر الامنية مقارنة بالآخرين كأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله أو رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خصوصاً ان الاغتيالات منذ تشرين ٢٠٠٤ لم تستهدف إلا قوى “١٤ آذار” والسياديين.
ففيما كان يجول في الاسابيع الاخيرة على المناطق من جزين الى عكار مستعيناً بعمه الجنرال ميشال عون لمحاولة ترتيب “البيت البرتقالي”، ها هي حرب غزة والخوف من إنفلاشها لبنانياً تدفعه الى البدء بجولة على المسؤولين لبحث سبل تحصين الساحة الداخلية.
باسيل يؤكد أنه يسعى عبر حراكه لحماية لبنان، لكن طالما أن هذا الحراك لم يرفع راية تحييد لبنان فهو عملياً يهدف الى تأمين غطاء وطني لانغماس “حزب الله” في الحرب المشتعلة في غزة، بعدما فقد “الحزب” الالتفاف الشعبي الذي حظي بها في حرب ٢٠٠٦ خصوصاً بعد “غزوة بيروت” في ٧ ايار ٢٠٠٨.
إلا ان الغطاء الذي كان يؤمنه “التيار” عام ٢٠٠٦ يوم كان “التسونامي” العوني في قمة صعوده، لم يعد باستطاعته اليوم تأمينه بعد التراجع الدراماتيكي شعبياً والذي ظهر جلياً في صناديق الاقتراع.
كما أن مسعى باسيل “مش مقبوض جد” في ظل مقاطعة وزرائه جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية لمتابعة تداعيات “حرب غزة”. فهو قد يستطيع تحقيق الحد الادنى عبر “تضامن الصورة” مع بعض الزعماء، لكن لن يستطيع خلق تعاطف شعبي مع “حزب الله” خصوصاً في الشارع المسيحي. فوزنه الشعبي يزداد خفّة وخير دليل فشل العونيين المدوي في الإنتخابات الطالبية التي شهدتها جامعات LAU و NDU و USJ في الايام الماضية مقابل الفوز الكاسح لغريمه “القوات اللبنانية”.
فإن كان باسيل يعزو ذلك في العام ٢٠١٦ لدفع ضريبة الوجود في السلطة، ثم في العام ٢٠١٩ لـ”فورة” “١٧ تشرين”، فلم يعد من حجة مقنعة أمامه لتبرير عدم إقتناع الجيال الصاعدة بخطابه وأدائه. لذا الاجدى به ان يبدأ جولاته من الجامعات لمعالجة هذا الواقع، كي لا يفقد الوزن الشعبي المطلوب الذي يعطيها دفعاً للمبادرة.