حاورت جوزيان الحاج موسى
علق الكاتب والمحلل السياسي القطري علي الهيل، على ما نشرته وسائل اعلام أميركية، عن استعداد الدوحة لإعادة النظر بوجود قادة “حماس” على أراضيها بمجرد حل أزمة الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، وقال: “دولة قطر لا تقبل إملاءات من أحد، وغزة بالنسبة إليها خط أحمر وهي تؤمن بأن حماس حركة مقاومة وتحرر وطني، وليست كما يقول الغرب واسرائيل بأنها حركة إرهابية”.
وأكد الهيل في حديث عبر LebTalks أن حركة حماس “ليست إرهابية، بل إسرائيل تمثل إرهاب الدولة في العالم العربي والشرق الأوسط، وهي تحتل قلب وطننا العربي، فلسطين، المحتلة منذ العام 1948”.
وأضاف الهيل: “أكثر من 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء، ويوجد تحت الأنقاض ما يقارب 3 آلاف طفل فلسطيني”” وقال: “هذه هولوكوست ومحرقة. هذا هو الارهاب الحقيقي لأنهم لا يقاتلون مسلحين. “
انتقد الهيل تسمية الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الغرب لهجمات “حماس” في 7 تشرين الأول بأنها إرهابية، مشددا على ان للفلسطينيين “الحق بالدفاع عن أنفسهم وبمقاومة المحتل. فالمقاتلون الفلسطينيون دخلوا الى عمق وطنهم المحتل منذ العام 48، وغلاف غزة هو عمق من وطنهم المحتل”.
وأوضح بأن عناصر المقاومة الفلسطينية أقدموا على تلك الخطوة “نتيجة الاستفزازات الاسرائيلية من قبل اليمين المتطرف وحزب العقيدة الصهيونية وانتهاكاتهم الصارخة للمسجد الأقصى ودخولهم اليه بأحذيتهم حتى وصولهم الى المحراب، بالإضافة الى استفزازاتهم وانتهاكاتهم وجرائمهم في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية المحتلة”.
وتابع: “كل هذه الاسباب جعلتهم يقدمون على خطوة 7 تشرين الاول وهذا حق لهم”، مؤكدا ان “هذا هو موقف حكومة قطر والشعب القطري، الذي هو مرآة نظامه السياسي”. وقال: “ربما ليست لدينا ديموقراطيات منافقة كتلك الموجودة في الغرب، وهي ديموقراطيات ظالمة تقف مع اسرائيل ظالمة ومظلومة وتدعمها بالطائرات وبالذخائر المحرمة دوليا وبالبوارج ضد حفنة من المقاتلين غير الموجودين على وجه الأرض”.
وأضاف الهيل: “هم يقولون نحن ضربنا مئات الأهداف العسكرية لحماس، لكن في الواقع هم يكذبون. هم ينتقمون منذ 3 اسابيع من الشعب ومن شعبية المقاومة”، مشدداً على اننا “لم نسمع من أهالي الشهداء ولا ممن قتل اطفالهم موقفا واحدا ينتقد المقاومة، بل انهم يؤيدونها ويقفون معها، وهذا شعب نعتز ونفتخر به وكذلك نفتخر بالمقاومة الشريفة”.
وعن إمكانية ان يتطور دور الوساطة الذي تلعبه قطر باتجاه الوصول الى وقف لإطلاق النار، لاسيما وأن تلك الوساطة أدت لإطلاق سراح 4 رهائن اسرائيليين، قال الهيل: “دولة قطر تتطلع الى الجانب الثاني من الوساطة وهو التوصل الى صيغة لوقف هذا الجنون الهمجي العنصري النازي الفاشستي الاسرائيلي، الذين يصبون جام غضبهم وانتقامهم على الحاضنة الشعبية للمقاومة لأنهم لا يستطيعون مواجهتها وجها لوجه”.
ووصف الحرب الجوية بأنها “حرب الجبناء لأنها ليست ندية، فهم لا يقاتلون مقاومين وأبطال، بل يقاتلون الحجر والبشر”.
وردا على سؤال حول إمكانية تطور الحرب لتشمل ساحات أخرى، رأى الهيل أنه “إذا ظلت اسرائيل متعنتة في موقفها، وتدعمها الولايات المتحدة الاميركية (قائدة الديموقراطية وحقوق الانسان والمرأة والطفل) في موقفها من انها لن توقف إطلاق النار قبل القضاء على حماس، فبطبيعة الحال ستتوسع الحرب وستصل الى مناطق أخرى”.
وكشف على سبيل المثال، أن “أكثر من 70% من الشعب الاردني، المجاور لغزة، هم من أصول فلسطينية، وهم يعضون أسنانهم لأنهم يريدون الانتقام من إسرائيل نتيجة ما فعلته لأشقائهم في غزة”.
وختم: “غزة محاصرة لأكثر من 17 عاما، وكانت قبل هذه الحرب تعيش الجوع والكهرباء عليها بالحسرة. وجاءت الحرب لتضاعف من المآسي والمعاناة في القطاع.”