كتبت تالين عطاالله
لم تمرّ إلا فترة وجيزة منذ إضراب موظفي شركة أوجيرو وإعلان الشركة عجزها عن تأمين المازوت لتزويد شبكاتها بالإنترنت وبالتالي توزيعه على اللبنانيين، علماً أن أوجيرو هي شركة الاتصلات الأكبر في لبنان والمركز الرئيسي لضخ الإنترنت على الأراضي اللبنانية، حتى أصبحنا نعلم مدى الصعوبات والعوائق التي يعاني منها قطاع الاتصالات والإنترنت في لبنان نظراً للطرق التي يُستورد بها هذا الإنترنت والتي لا تؤمّن جودة عالية في هذا المجال، إضافةً إلى اهتراء البنى التحتية اللبنانية، الأمر الذي يزيد التخوّف من انقطاع الإنترنت في لبنان بالتزامن مع الحرب في غزة، فأي ضربة محتملة من إسرائيل للبنان ستكون ربما قاضيةً على قطاع الإنترنت والاتصالات.
وفي هذا السياق المتصل، تحدث مستشار الأمن السيبراني والتحوّل الرقمي رولان أبي نجم ل LebTalks عن هذا الموضوع، مؤكداً عدم جهوزية لبنان بأي شكلٍ من الأشكال لمواجهة مشكلة من هذا النوع، لا من الناحية الاقتصادية ولا من الناحية التقنية.
وبسؤاله عن تواصل لبنان مع شركة SpaceX التابعة لElon Musk صاحب منصة X، وإمكانية تزويد الشركة لبنان بالإنترنت كما فعلت في غزة عبر أقمارها الاصطناعية Starlink، قال أبي نجم: "أولاً شركة Elon Musk ليست جمعية خيرية وفي حال تزويدها لبنان بالإنترنت فستكون كلفته باهظة الثمن جداً، فهل اللبنانيون قادرين على تحمّل هذه الأعباء الإضافية في ظل عدم قدرتهم على دفع اشتراكاتهم في أوجيرو نظراً للاحتكار والغلاء المعيشي؟ ثانياً هذا الأمر سيلغي أي رقابة للدولة اللبنانية على نوعية الإنترنت وطرق توزيعها، إضافةً الى المحظورات التي لم يعد لبنان قادراً على التحكّم بها، مع الإشارة الى أن لبنان لا يمتلك الشبكات المناسبة لمدّه بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، فهو يعتمد تقنية الDSL المختصة بالاتصالات بشكل أساسي وليس الإنترنت. ثالثاً العملية غير مضمونة فكما نعلم أن SpaceX هي شركة أميركية ومن الممكن أن تمنعها الحكومة الأميركية من تزويد لبنان بالإنترنت كما فعلت في قطاع غزة، إذ إن الحديث عن مدّ غزة بالإنترنت لم يُطبّق فعلياً على الأرض حيث تصدّت له إسرائيل خلافاً لرغبة Musk".