القنبلة الزلزالية: ١٢ ألف رطل من النيترات لدك الأنفاق وتدمير البنى التحتية

WhatsApp-Image-2023-11-07-at-11.47.09-AM

القنابل الزلزالية هي أجهزة تم تصميمها لخلق اهتزازات أرضية قوية تشبه زلازل الأرض الطبيعية. تشبه القنبلة الزلزالية في قوتها، هزةً أرضية بقوة 3.6 درجة، وهي مصممة لاختراق الأنفاق والتحصينات بمسافة تصل إلى 30 متراً.
تعتمد هذه الأجهزة على تفجير كميات كبيرة من المتفجرات ويتم وضعها في حفر عميقة أو مختلفة لتوليد هذه الاهتزازات. تستخدم القنابل الزلزالية أحيانًا في البحث الجيولوجي والاختبارات الجيوفيزيائية لدراسة تكوينات الزلازل ودراسة تكوينات الأرض وفهم سلوكها الجيولوجي، حيث يمكنها توفير بيانات مفيدة حول خصائص الصخور والأرض والزلازل المحتملة.
تجدر الإشارة إلى أن استخدام القنابل الزلزالية يتم بعناية كبيرة وتحت إشراف مشدد، حيث يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على البيئة والبنية التحتية إذا لم يتم استخدامها بحذر.

مادة المتفجرات الرئيسية التي تستخدم في القنابل الزلزالية عادة ، هي النترات المشبعة بالزيوت، والتي تعرف أيضًا بـ "الديناميت". هذه المادة تحتوي على مزيج من النترات والزيوت لزيادة قوة الإنفجار واستقراره.
وبالإضافة إلى المتفجرات الرئيسية، يمكن أن تحتوي القنابل الزلزالية على مكونات أخرى مثل الشحم والوقود لتحسين أداء المتفجرات وزيادة فعاليتها. هذه المكونات تساعد في توجيه القوة الانفجارية نحو الهدف المرغوب بدقة. أما مدى القوة التدميرية للقنابل الزلزالية، فيعتمد على نوع وكمية المتفجرات المستخدمة والعمق الذي يتم فيه وضع القنبلة في الأرض وقد تصبح القنابل الزلزالية قوية بما يكفي لإحداث اهتزازات قوية في الأرض تصل إلى عدة كيلومترات.
يتطلب استخدام القنابل الزلزالية احترافية كبيرة والامتثال للقوانين واللوائح المحلية والدولية.
ولجهة استخدام هذه القنابل فإن الخطوات العامة تتم كالآتي:

  • التخطيط قبل استخدام القنبلة الزلزالية، وهو ما يتضمن تحديد المكان الجغرافي المناسب والعمق المناسب لوضع القنبلة.
  • تجهيز القنبلة الزلزالية بعناية وضبط الوقت والتأريجات بدقة.
  • التأكد من تأمين المنطقة المحيطة بمكان الانفجار ومنع دخول الأشخاص غير المختصين.
  • تنفيذ الانفجار بعناية وبالشكل المحدد في الخطة ليتم توليد الاهتزازات الزلزالية المطلوبة.
  • مراقبة النتائج وقياس الاهتزازات الناتجة عن القنبلة بعد الانفجار.
  • تقييم البيانات المجمعة واستخدمها لأغراض البحث الجيولوجي أو الاختبارات الجيوفيزيائية.
    ومن الضروري أن تتم جميع هذه الخطوات بمسؤولية وبمراقبة كبيرة لضمان السلامة وتجنب أي تدمير غير مرغوب فيه. حيث يمكن أن تسبب القنابل الزلزالية أضرارًا جسيمة وخطيرة، منها:
  • تدمير البنية التحتية اذ إنها يمكن أن تسبب تلفًا كبيرًا للطرق والجسور والأبنية.
  • إهتزاز الأرض وزلازل صناعية غير مرغوب فيها قد تكون مدمرة.
  • تلويث البيئة بسبب الانفجار والمواد الكيميائية القابلة للتسرب.
  • أضرار على صحة الأشخاص القريبين من مكان الانفجار بسبب الغبار والدخان.

يتم تصنيع وتصدير الأسلحة والمتفجرات بواسطة عدة دول في العالم والتصنيع يختلف من دولة إلى أخرى، وتشمل الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة…

وقد صرح الجيش الإسرائيلي باستخدام قنابل مصممة لاختراق الأنفاق في قصف غزة، ويذكر أن الفلسطينيين أبلغوا أن الغارات الجوية في قطاع غزة أدت إلى "هزات غير عادية"، إذ أفادت التقارير بوقوع هجمات "زلزالية" شعر بها السكان في المناطق المستهدفة. وبمعزل من الخصائص العسكرية لكلّ سلاح «جديد» تعلن عنه قوات الاحتلال في حربها الحالية، فإن أثرها يطال المدنيين أولاً عبر مضاعفة أعداد الضحايا وزيادة معاناة الناجين منهم، فيما تُشكك الكثير من التقارير البحثية من إمكانية تلك الأسلحة من تحقيق هدفها في القضاء على الأنفاق نظراً لوجود الكثير من التحديات.
يخلص عدد من الخبراء أن إسرائيل تستخدم النسخة المتطوّرة من القنابل التي وُلدت على يد مهندس الطيران البريطاني بارنز واليس، الذي كان يهدف إلى دكّ المواقع العسكرية الأكثر تحصيناً بما فيها المنشآت المبنية تحت الأرض. وتقول منظّمة First Life Defense المعنية بتخفيف مخاطر الذخائر غير المتفجّرة.
يشار إلى أن أكبر قنبلة تقليدية كانت متاحة أثناء الحرب العالمية الثانية كانت تزن ألف رطل، في حين أن القنبلة الزلزالية أو Tallboy تزن نحو 12 ألف رطل، الأمر الذي يوضح الحجم الهائل لهذا السلاح.
وهذه القنابل ذات القدرات التدميرية الهائلة، لا تتناسب مع طبيعة المنازل السكنية في قطاع غزّة، ما يؤدّي إلى تدمير الكثير من المنازل في غارة واحدة، فضلاً عن وقوع أكبر عدد من الضحايا، وفق وزارة الداخلية في قطاع غزّة، مُشيرةً إلى أن تلك الغارات الجوّية تُصعّب من انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
والتأثّر بهذه القنابل لا يشمل الموت المباشر بتدمير المباني السكنية وصعوبة انتشال الجثث من الأنقاض فقط، بل يشمل تدمير البنى التحتية والتسبّب بنقص المياه وانتشار الأمراض وغيرها من التداعيات غير المباشرة، وهو ما دفع المفوّض الأعلى للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى التحذير من الكارثة التي يتسبّب بها القصف المستمرّ الذي يزيد من أعداد المدنيين الذين هم على حافة الموت.

تُستخدم هذه الأجهزة عادة في البحث الجيولوجي والاختبارات الجيوفيزيائية، وليست لأغراض عسكرية إلا أن قوّات الاحتلال الإسرائيلية تقوم باختبار القنابل الكيميائية، التي لا تحتوي على متفجّرات ولكنها تستخدم لسدّ الفجوات أو مداخل الأنفاق التي قد يخرج منها المقاتلون مما يعني أن الأسلحة الذكية جعلت الحرب أكثر أماناً للجيش ولكنها عرّضت المدنيين لخطر أكبر!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: