أكد المحامي والناشط السياسي مجد بطرس حرب في حديث لموقعنا، أن الدعوى التي رفعها ضد “حزب الله” ومؤسساته، تحديداً “القرض الحسن”، مردّها الى “الفساد الوقح الذي وصلت إليه الدولة اللبنانية ومؤسساتها، في حين أن الحزب كان يُعلن بكل وضوح أنه يقوم بنشاطات تجارية وأنه يحصل على الهبات، ولذلك “نحن كمجموعة محامين عملنا على ملف التهرّب الضريبي من قِبَل الحزب، ومن ثم رفعنا دعوى ضد “القرض الحسن” بعد أن بدأ بتوسيع نشاطاته، ومن بعدها دعوى حول إدخال الأدوية الإيرانية من قِبَل وزراء حزب الله”.
حرب أشار الى أنه حتى اليوم “لم نصل الى نتيجة في تلك الدعاوى، لكننا نفتخر بأننا سلّطنا الضوء على ملفات لم يكن أحد يجرؤ على الحديث عنها، فنحن أثبتنا في موضوع “القرض الحسن” والتهرّب الضريبي بأن القضاء في لبنان “جبان”، وكنا حينها في أول مرحلة من الثورة نتّكل على اختصاص هذا القضاء، ونحن حينها استنفذنا كل الإجراءات التي من الممكن اتخاذها داخلياً “.
النبرة العالية و منع إدخال الأدوية الإيرانية الى مركز الكرنتينا
وفي موضوع الأدوية الإيرانية، أوضح حرب أنه حينها بدأ الحديث عن تقديم تلك الأدوية في مركز توزيع الأدوية في الكرنتينا كبدليلٍ عن الأدوية الأخرى، علماً أن هذه الأدوية لم تخضع للفحوصات المخبرية اللازمة. وبسبب تسليطنا الضوء على هذا الموضوع، وبعد تقديمنا دعوى مفصّلة بشأنه، فقد نجحنا في منع إدخال تلك الأدوية الإيرانية الى الكرنتينا”.
الحزب لم يكتفِ فقط بتغطية الفساد
حرب أضاف أنه أخذ على عاتقه إثبات أن الحزب هو “فاسد” كغيره وبأنه لم يكتفِ فقط بتغطية الفساد، وأنه نجح ومَن معه من محامين في إثبات فساد حزب الله من خلال عمليات التهريب وتبييض الأموال ولاحقاً تجارة الكبتاغون وغيرها من الأفعال التي يرتكبها، وبالتالي فإنه حزب فاسد كغيره”.
وعن التهديدات التي يتلقّاها نتيجة مواقفه، أشار الى أنها “لم تتوقف سواء عبر مواقع التواصل أو من خلال خطوط خليوية ذات أرقام أفريقية تحمل له الكثير من الشتائم والتهديد”، معتبراً أن مثل هذه الأفعال تؤكد أنه “لا يمكننا العيش مع هؤلاء”.
وانتقد موقف “التيار الوطني الحر” الرافض للتمديد لقائد الجيش في وقتٍ البلد فيه مدّمَر، معتبراً أن مواقف التيار عبارة عن “تفاهات”، وهم يلتهون بأمور لا تمت بصلة الى مصلحة البلد.
لهذا السبب لم يصل الثوار الى النتيجة المرجوة
وبالعودة الى ثورة تشرين 2019، أكد أن العناوين التي طُرحت حينها دفعته مع مجموعة من المحامين للقيام بتلك الخطوات تجاه حزب الله، و لعدم الفصل بين المطالب المعيشية والسياسية، معتبراً أن الفصل بين هذين الأمرين كان سبباً في عدم وصول الثوار الى أي نتيجة.
اللقاءات والمشاورات مستمرة مع القوى السيادية
وعن ترشّحه في الانتخابات النيابية الأخيرة، لفت حرب الى أن خطابه السياسي الذي سبق تلك الانتخابات كان عالي السقف، وكان يعمل مع عدد من المحامين على مشاريع قوانين تشمل 25 قانوناً الى جانب العمل على السياسة الواجب اتباعها في لبنان، مؤكداً أنه بنى علاقات لإيصال صوته ورؤيته السياسية من خلال أصدقاء ونواب حلفاء في البرلمان، وبأنه بالرغم من عدم فوزه إلا ” أننا حققنا قيمة مضافة في مجلس النواب واستطعنا زيادة عدد النواب السياديين”، مشيراً الى أن لقاءاته وتشاوره مستمرة مع كل القوى السيادية الموجودة في مجلس النواب، داعياً لعدم التفرقة بين تلك القوى لأن ذلك يخدم أجندة “حزب الله”.
وقال: مهمتنا اليوم إيصال صوت الناس من خلال فريقنا السياسي والابتعاد عن تدوير الزوايا بالرغم من كل عمليات التخوين، فهم خوّنوا البطريرك عندما تحدث عن لمّ الصواني.
لمّ الصواني موقف إنساني تضامني
وفي هذا السياق، أوضح حرب أن مَن ينتقدون عبارة البطريرك عليهم أن يعودوا الى تاريخ لمّ الصواني، الذي كان طريقةً للتكاتف في المجتمعات اللبنانية، و قد أُطلق هذا النداء في العام 1914 عندما باع حينها البطريرك ذَهبَ الكنيسة الى فرنسا ليحصل على التمويل.
وتابع: الخطاب الأخير للبطريرك أثبت ردّة الفعل الأخيرة بأنه مهما عملنا في النهاية سيُحكَم علينا بناءً على هويتنا وعلى مواقفنا السياسية وليس بناءً على موقفنا الإنساني التضامني، لذلك على مَن يقول بأن صوت الحرب والمدفع سيجعلنا نتوحّد إن يفكر مرتين، لأننا شاهدنا ما هي ردّة الفعل تجاه المحاولة للوحدة الداخلية.
ودعا لأن “نكمل بنفس خطابنا السياسي العالي النبرة لكي نوصل صوتنا الى الخارج بأن معظم اللبنانيين لا يريدون الحرب وهم لا يقبلون بوجود حزب الله في لبنان”، رافضاً اتهام البطريرك الراعي بأنه قصدَ بكلامه إهانة النازحين من القرى الحدودية، معتبراً أن أسوأ تفسير لخطابه هو أن مجتمعاتنا اليوم لا تحمل عبء هذا النزوح، وأنه يمكن لبعض المقتَدَرين المسيحيين مساعدة هؤلاء من خلال الكنيسة، وأن قرار الحرب وما سينتج عنها من نزوح كبير، كما حصل في تموز 2006، سيؤثر على المجتمعات المسيحية الريفية خصوصاً في فترة الشتاء، وأننا بالتالي ضد الحرب.
وأضاف: إذا كان هذا بالنسبة لحزب الله هو أسوأ تفسير لِمَا قاله البطريرك، “فعلى رأس السطح إن البطريرك محقٌ فيما قاله”.
مشاهد غزة قاسية في حق الأبراياء
وعما يجري في غزة قال حرب: من الناحية الإنسانية، ووفقاً لما نراه من مشاهد قاسية في حق الأبرياء، تحديداً الأطفال، لا يمكننا أن نقول “بطيخ يكسّر بعضه.
القضاء في لبنان فاسد وفاشل
وفي موضوع القضاء اللبناني قال متهكّماً: هذا القضاء هو الذي أخلى سبيل قاتل الجندي الإيرلندي أو الذي تركَ قاتل الشهيد الطيار النقيب سامر حنا، مشيراً الى أن مثل هكذا قرارات صادرة عن هؤلاء القضاة يجعلونه يخجل من أنه درسَ الحقوق وببطاقة المحاماة التي يملكها في ظل هكذا قضاء فاسد وفاشل”.
وقال: أكثرية الذين يصلون الى المراكز العليا يصلونها إما بسبب فسادهم أو خضوعهم، أما الجيدون فيبقون في مراكز دنيا.
لوضع مطار بيروت تحت الوصاية الدولية بدل وصاية وفيق صفا
ورداً على سؤال حول ما سيتم فعله في حال قرّر الحزب الحرب، أجاب: علينا أن نتعلم ألا ننتظر ما سيقوله نصرالله، فنحن وصلنا الى ما وصلنا اليه لأن ميشال عون سلّمه البلد. والخطة البديلة هي من خلال إيصال الصوت الى كل دول العالم بأننا ضد هذا المشروع، وكذلك بدء التفكير بإجراءات أساسية يجب أن تُتخذ وعلى رأسها أن نتقدّم الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بكتاب لوضع المطار تحت الوصاية الدولية ليكون مجدّداً مطار بيروت بدلاً من مطار وفيق صفا الدولي، الى جانب فتح مطار آخر لنحافظ على أمننا، وكذلك الحديث عن مناطق خالية من السلاح وليست عبارة عن مزارع”.
وختم: أنا أدّيتُ قسطي للعلا ولا أزال أرفع صوتي بأن لبنان ليس حزب الله، وهو لا يريد الحرب بل يريد إقامة الدولة.