تتزاحم الهواجس والمخاوف وتتراكم الهموم والمخاطر في مرحلة مستجدّة يعتبرها المراقبون حازمةً حاسمةً قد تحدّد مصير الشرق الأوسط، مع تداعيات يُخشى أن يدفع ثمنها لبنان غالياً في حال لم يتم تداركها على ما تطالب به أغلبية اللبنانيين والدول المعنية بالاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي خضم الاهتمامات والمخاطر الآنفة الذكر، طفا أمس على سطح الأولويات خبر وفاة الشاب العريس سليمان سركيس متأثراً بجراحه بعد إطلاق النار عليه في شكا من قبل مسلّح معروف الهوية والانتماء، لتطفو مع الخبر حوادث مماثلة ويُطرح معها موضوع تفلّت السلاح وغياب وتغييب الدولة بأجهزتها كافة عن المعالجة الجذرية لهذا الموضوع-الآفة.
نبدأ من إطلاق النار في مناسبات الأفراح والأتراح ومناسبات الإطلالات السياسية الخطابية، والذي حصد ويحصد قتلى وجرحى وأضراراً مادية، وإذا أردنا أن نصدّق فإن حزب الله، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، كان قد “أفتى” منذ سنوات ب”تحريم شرعي – ديني” إطلاق الرصاص، وإعتبر أن كل رصاصة تُطلق في هكذا مناسبات إنما تُطلق على نصرالله شخصياً….لنشهد بعد سنوات، وفي إطلالتَيه الأخيرتين إطلاقاً للنار “موجّهاً” بشكل مباشر على المناطق المقابلة لمناطق نفوذ “المُطلِقين”… و”فهمكن كفاية”
أما في الحالات والمناطق الأخرى “غير العصيّة” على الدولة وعلى أجهزتها، فتبادر هذه الأخيرة وبسرعة البرق لقمع حتى إطلاق المفرقعات معالجةً منها لآفة تفلّت السلاح.
وفي حالات الجرائم والاغتيالات كذلك، نشهد ونشاهد أن المرتكبين “المفترَضين ممانعين” لديهم ميزة الاختباء والاختفاء في “غيتوهاتم” أو مربعاتهم أو مثلثاتهم الأمنية الآمنة، وإن تعذّرت تبقى سوريا الأسد الحضن الدافىء والحنون لكل متّهم ومرتكِب ومغتصِب وقاتل ومُفجّر.
فمن محاولة اغتيال مروان حمادة، مروراً بتفجيري مسجدَي التقوى والسلام في طرابلس، وصولاً الى قتل الشاب سليمان سركيس على يد منتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، نرى أن التخطيط والتنفيذ وملجأ المرتكبين بعد التنفيذ غالباً ما تكون المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الله أو الدولة السورية الشقيقة…
ولن نغفل طبعاً عن الارتكابات المسلّحة “المنظّمة” التي قام بها حزب الله لبيروت والجبل وخلدة والكحالة وشويّا …عَدَاكَ عن العراضات المستفّزِة والمسلّحة تحت ستار التظاهرات كما حصل في شكا قبل أسابيع من
اغتيال سركيس …وطبعاً هذه الأمور تتخطى التفلّت العادي المعروف والمألوف الى حد ما في كل دول العالم من دون أن نُسقط من حسابنا “تفلّت” وانفلات النزوح السوري، مما ساهم في ارتفاع معدل الجرائم بقوة السلاح “المتفلّت”
وأخيراً وتأكيداً للمؤكد، وفي الذكرى السابعة عشر لاغتيال النائب الشاب بيار أمين الجميّل، لا بدّ من العودة الى يوم 21 تشرين الثاني 2006 حيث أقدم مسلّحون مكشوفو الوجه وبوضح النهار على اغتيال بيار بإطلاق النار على سيارته في الجديدة ليفرّ المرتكبون بعدها الى ملاذهم الآمن” في منطقة ملاصقة “معلومة” للجميع…
وللعبرة وتوثيق ما أوردناه آنفاً، ذكرت صحيفة “صدى البلد” في تاريخ 30 حزيران 2007 أنه “تم استرداد سيارة الهوندا المستخدَمة في اغتيال بيار الجميّل من سوريا”