على الرغم من التوصّل إلى هدنة إنسانية محدودة الزمن، لا تزال الحرب قائمة بين إسرائيل و”حركة حماس” ولم تنتهِ البتة. الهدنة الإنسانية المُعلن عنها تختلف عن وقف إطلاق النار أو نهاية الأعمال العسكرية، فيما الحرب مرجح أن تعاود التصاعد عند الساعة العاشرة من صباح يوم الإثنين الموافق لـ27 تشرين الثاني. فيما يعود هذا الأمر إلى أن الهدنة الإنسانية التي توصّلت إليها كل من “حركة حماس” وإسرائيل، عبر وساطة قطرية – مصرية – أميركية، لا تمتد أكثر من أربعة أيام وتدخل مجال التطبيق غداً عند الساعة العاشرة صباحاً.
للإجابة عن آخر التطورات الميدانية والسياسية، يرى الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جو حمّورة في حديث لموقع Lebtalks إلى أن هناك فرقاً شاسعاً بين ما سعت حركة “حماس” إليه وما حصّلته حتى الآن، فهي “سعت إلى وقف لإطلاق النار تنهي النزاع القائم، فيما لم تتمكن إلا من تحقيق هدنة إنسانية تمتد لأربعة أيام فقط، وذلك دون ضمانة جدية لصمود هذه الهدنة أصلاً نتيجة وحشية الجانب الإسرائيلي في عملياته العسكرية وإصراره على متابعتها”.
أما عن سريان الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحزب الله أيضاً، فلا شيء يضمن حصول هذا الأمر، وذلك لأسباب عدة يعددها حمورة: “الأول، لعدم وجود رغبة إسرائيلية في الظهور بموقف الضعيف أو المتلبّك في مواجهة حزب الله، فيما الثاني مرتبط بعدم تضمن الوساطة القطرية – المصرية – الأميركية لأي ذِكر لحزب الله أو الجبهة جنوب لبنان. أما الثالث فهو لعدم وجود أي اعتراف إسرائيلي بمفهوم وحدة الساحات الذي يبقى مفهوماً ملتبثاً وأقرب إلى الوهم عند بعض العرب والفَرس”. وهذا ما يعني، عملياً، أنه ليس من الضرورة أن تنسحب الهدنة الإنسانية على لبنان، دون نفي “إمكانية أن يسود نوع من تخفيف التصعيد خلال الأيام الأربعة القادمة”.
وفي جواب حول ما إذا كان حزب الله سيلجأ إلى الحرب الشاملة في القريب من الأيام مع إسرائيل، يرى حمورة أن “هذا الأمر ممكن، ولكن مرتبط بتطوّر الواقع الميداني في غزة. إن الخط الأحمر الذي وضعته إيران في الصراع الدائر حالياً هو انتفاء وجود حركة حماس. بمعنى أنه إن شعرت إيران أن أداتها الوحيدة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي (أي حماس) قد شارفت على الانتفاء العسكري والسياسي، لا يمكنها إلا أن تتدخل لمحاولة إيقاف هذا الأمر، ولن يكون ذلك إلا بحرب بالواسطة عبر حزب الله”. كما يضيف بأن حزب الله وإيران “لا يكترثان جدياً إلى قطاع غزة وآلاف القتلى هناك، إنما يهمهما بقاء الهيكل والإطار السياسي والعسكري لحركة حماس على قيد الحياة، وذلك ليبقى لإيران قدرة على التأثير بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.
أربعة أيام إذاً من الهدنة الإنسانية، سيتخللها تبادل للأسرى ودخول للمساعدات بشكل أكبر إلى قطاع غزة، ثم تعود الأمور إلى البداية، ويستكمل الجميع الحرب، وذلك طالما الدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل يفتح شهيتها للمزيد من الحروب.