داليا فريفر هي المرأة والمرنّمة والإعلامية المتميزة في أدائها وجمال صوتها. بعد أن فقدت البصر في عمر الثامنة عشرة، رفعت شعار التحدي عنوانًا للمرحلة الجديدة في حياتها، وقررت أن تتحدّى الظلمة والإعاقة بالأمل والإرادة وحب الحياة. وهي تؤكد أنّه لولا اتّكالها المطلق على الله وإيمانها الراسخ به لكانت مسيرتها شاقة، ما جعلها تحقق الكثير من الإنجازات وتحصد العديد من الجوائز.
أهم إنجازاتها كان كسر الرقم القياسي في استضافة أكبر عدد ممكن من الشخصيات ومحاورتهم مباشرةً على الهواء وبات اسمها في كتاب غينيس، وأيضا خوضها تجربة فريدة من نوعها إذ كانت أوّل فتاة عمياء تمارس الغطس في الشرق الأوسط، وآخرها تعيينها رئيسة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في البطريركية المارونية. وكان ذلك في الريسيتال التي قدمته داليا في كنيسة القيامة في بكركي برعاية وحضور البطريرك الراعي وبدعوة من جمعية Esperanza تحت شعار “لتضيء الظلمة بالرجاء”. وكانت أمسية رائعة بصوت داليا والفرقة الموسيقية المختلطة بين ذوي احتياجات خاصة وموسيقيين.
يصبّ ذلك في سبيل تأدية رسالتها بالإضاءة على الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة كونها تنتمي إليهم، وللتشديد على مفهوم واحد هو أنّ لهؤلاء القدرة على التعبير والإبداع والعمل والتطوّر كأيّ شخص عاديّ. فبنظر داليا: «كل إنسان أكان رجلًا أو امرأة، هو من يرسم طريقه أو يحدّد هويته على الرغم من مشاكله والصعوبات التي تعترضه. فإذا خاف أو حزن أو استسلم سيخسر، وإذا تحدّى وابتسم سيربح الكثير. وأظن أنّني قد ربحت الرهان الذي وضعته على نفسي، والشكر لله»