اعتبرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الأسبوع الماضي، أن قطاع غزة بات "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال". وقالت إن "أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوماً فقط". وبالنظر إلى الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال غزّة، تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي منشورات عن مأساة الأطفال هناك، من بينها فيديو زعم ناشروه أنه لطفل في غزّة يذرف دموعاً من دم. لكن هذا الفيديو بالذات يعود لرضيع جزائري يعاني من حالة صحيّة نادرة يطلق عليها اسم "هيمولاكريا" أو الدموع الدموية.
ويصور الفيديو طفلاً لم يتعدّ عمره الأشهر، وهو يبكي ويذرف دموعاً كأنّها من دم. وكتب ناشرو الفيديو "أطفال غزة تبكي دم"، ما يوحي أنّ الفيديو مصوّر أخيراً خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
يأتي انتشار هذا المقطع في ظل فقدان 1200 طفل في غزّة، بعضهم على الأرجح لا يزال تحت الأنقاض التي خلّفها القصف، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل أمام مجلس الأمن الدولي في 22 نوفمبر بعد زيارتها جنوب قطاع غزة، إن "أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوماً فقط، أي 115 طفلاً يومياً خلال أسابيع وأسابيع".
وأضافت "بحسب هذه الأرقام، يشكّل الأطفال 40% من القتلى في غزة. إنه أمر غير مسبوق. بكلام آخر، إن قطاع غزة هو المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال".
ونبّهت إلى أن "أطفال غزّة يعيشون حالاً من الخطورة القصوى بسبب ظروف الحياة الكارثية. مليون طفل، هم جميع أطفال القطاع، يواجهون انعدام أمن غذائي يمكن أن يتحوّل قريباً أزمة كارثية مرتبطة بسوء التغذية".
إلا أن الادعاء بأن الفيديو يصوّر طفلاً يبكي دماً في غزة لا صحّة له.
فالتفتيش عن الفيديو يرشد إليه منشوراً على صفحة طبيب جزائري في الخامس من نوفمبر 2023. وعلّق الطبيب على الفيديو بالقول "حالة نادرة لدموع من دم بسبب عدوى بكتيرية".
على ضوء ذلك، تواصل صحافيو فرانس برس في الجزائر مع الطبيب الذي أكد أنه عاين هذه الحالة.
وشرح الدكتور وليد بيروك أن هذه الحالة التي تعرف بالهيمولاكريا أو دموع الدمّ، أصابت رضيعاً حديث الولادة لم يتعدّ عمره العشرة أيام وقد صوّرها في عيادته.
وأضاف أن هذه الحالات نادرة جداً، وهي الحالة الثالثة التي يعاينها خلال السنوات العشر الماضية