بات من الواضح أن هناك ترابطاً عضوياً وسياسياً وعسكرياً بين الميدان في غزة وجبهة الجنوب اللبناني، بمعنى أوضح أن إيران هي مَن يدوّر الزوايا في هذا السياق، فتُسجّل حضوراً في الداخل والخارج، من خلال ورقتي "حماس" و"حزب الله"، وقد استطاعت أن تفرض دورها وتناور مع الولايات المتحدة الأميركية، وإن كان أهالي غزة يدفعون أثماناً باهظةُ، والأمر عينه ينسحب على الساحة اللبنانية. في هذا الإطار، تشير مصادر سياسية عليمة الى أن الأمور بدأت تخرج عن مسارها في لبنان، وهو ما يكشفه أكثر من سفير غربي وعربي خلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، بمعنى أن إسرائيل أخذت القرار لاستمرار المعارك حتى الشهرين المُقبلين الى حين القضاء على "حماس" أو إحكام سيطرتها على غزة شمالاً وجنوباً، وتهجير قيادات الحركة الى الخارج، وعلى هذه الخلفية السؤال المطروح، ماذا عن لبنان؟ هنا تقول المصادر إن إيران لن تضحي بورقة "حزب الله" باعتبارها الرابحة، وهي تدرك وضعية الداخل اللبناني لناحية الأوضاع الاقتصادية المزرية ومن ثم الانقسام الداخلي، لكن ما جرى في الأيام الماضية من تصعيد في الجنوب قد يخرج عن مساره وتتخطى عملية الاشتباك الى عمق الجنوب، ومن ثم إمكانية ضرب منشآت مدنية وحيوية، وبالتالي فإن اللعبة مفتوحة على الاحتمالات كافةً
