بدء سحب “البِساط” من تحت قدمي الأسد ونظامه…. انطلاق طلائع “فدرلة” سوريا

bachar l asad

فيما الإعلام منكّبٌ على متابعة حرب غزة وتداعياتها الداخلية والإقليمية، توفّرت معلومات مفاجئة من سوريا مفادها أنه حصل في الساعات الماضية تطوّر مهم وخطير ومصيري في شرقي الفرات، يُنذر ببدء العدّ العكسي لفدرلة سوريا وتغيير وجهها ونظامها كلياً، فقد أعلن شرقي الفرات بمحافظاته الخمس ومقاطعاته قيام الإقليم الفدرالي الاتحادي جزء من سوريا، ولكن ذات حكم ذاتي وإدارة برلمانات وحكومة وجيش وقوات مسلّحة ورواتب ونفط باتجاه عقد اجتماعي جديد.

هذا التطور يأتي غداة اجتماعات واشنطن السرّية التي عُقدت منذ أيام بين الدول الإقليمية المؤثّرة في الملف السوري، والتي كانت لنا وقفة تفصيلية حولها في مقال منشور على موقع lebTalks بتاريخ 20 الشهر الجاري .

هذا الاجتماع الذي باركته دولة الإمارات تناول سيناريو إعادة ترتيب الأوراق في سوريا انطلاقاً من تفاهمات تركية- روسية- إيرانية- عربية- خليجية تعطي للنظام السوري بعضاً من التقدّم السياسي والميداني انطلاقاً من السماح له بالسيطرة على شمال سوريا وانسحاب الأتراك منه، مقابل ضمانات وتثبيت وجود النظام في منطقة أدلب وضواحيها حتى الحدود الشمالية.

هذا السيناريو الذي خرج به المجتمعون في واشنطن طبعاً دونه عقبات ليس أقلها تسويقه مع شرقي الفرات والجنوب في السويداء وسواها من مناطق لأن تلك المناطق تسعى منذ زمن بعيد لإعلان إدارة ذاتية لا تسمح لنظام الأسد من العودة اليها ولا لإيران من التواجد فيها .

والجدير ذكره أن شرقي الفرات، الذي يتزعّمه العنصر الكردي من خلال “قسد” وحلفائه المدعومين أميركياً، بقي حتى الآن عصيّاً على كل ما يُحاك لإعادة تعويم بشار الأسد وحكمه ونظامه، الأمر الذي تطلّب من الأميركيين المضي قُدماً نحو إعداد “قسد” ( قوات سوريا الديمقراطية المكوَّنة أساساً من الأكراد والفصائل المعارضة لإيران والنظام وتركيا) عسكرياً وأمنياً وبالعتاد المتطوّر والسلاح النوعي والتكتيكات العسكرية المتقدّمة، الأمر الذي اغضب أنقرة التي فهمت في نهاية المطاف أن واشنطن لا تقيم نفس الوزن لعلاقاتها بتركيا والأكراد، بحيث أدى ذلك الى اتخاذ أنقرة منحى انتقامياً على اعتبار أن واشنطن باتت في صف أعداء تركيا، لكن من دون أن يصل ذلك الى حد خروج تركيا من الناتو .

يبقى أن السويداء رفعت الرايات المؤيدة لخطوة شرق الفرات ما يُنذر بتوسّع المبادرات الانفصالية عن دولة نظام الأسد ليتم الربط مع الوقت، كما سبق وتكلمنا منذ فترة، بين شرقي الفرات وجنوبه في وحدة فدرالية تحاصر الأسد في مناطق نفوذه وتقلب الطاولة على الروس والإيرانيين، مع تعدّد الإدارات الذاتية المتمتّعة باستقلال مالي وسياسي عن دمشق والنظام .

أهل درعا والقنيطرة والسويداء سيتّحدون مع أهل شرقي الفرات لتبدأ المعركة الحقيقية لتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني و”سحب البساط” من تحت أقدام الأسد ونظامه تمهيداً لإسقاطه، ومن هنا يمكن القول إن سوريا دخلت حراكاً جديداً ستكون له تداعياته بلا أدنى شك على المنطقة، وبخاصة على لبنان والأردن وربما أبعد منهما …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: