يسعى المجتمع الدولي لتفادي حرب شاملة تطاول لبنان، في ظل التصعيد على الجبهة الجنوبية واستمرار إسرائيل بتحذيراتها للبنان من تحويله إلى غزة أخرى، وهذا ما ينقله أكثر من سفير غربي ناهيك عن الموفدين الدوليين الذين يتابعون ويواكبون الشأن الداخلي، خصوصاً عبر المساعي التي يقومون بها من أجل إبعاد الكأس المرة عن البلد الذي تكفيه المصائب والكوارث التي يعاني منها على اختلافها.
وفي هذا السياق، علم موقع lebTalks أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لايزال يواكب الوضع في الجنوب، وتحديداً القرار ١٧٠١، على الرغم من إجازة الأعياد لأن لديه معطيات و معلومات مفادها أن إسرائيل تسعى لعملية برّية إلى شمال الليطاني، والقيام بغارات جوية قد تستهدف العمق اللبناني وصولاً إلى العاصمة وسواها، وربما ضرب منشآت حيوية، خصوصاً أن مقتل رئيس الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضى موسوي كان له أيضاً التداعيات السلبية على الوضع اللبناني كونه مرتبط بعلاقة وثيقة مع حزب الله واليد اليمنى للقيادي قاسم سليماني وهو على معرفة عميقة بالوضع الداخلي ولاسيما علاقته مع حزب الله، ما يعني أن الأمور باتت مفتوحة على الإحتمالات كافة.
من هذا المنطلق، فإن الأجواء التي تُنقل من العواصم الدولية تشي بقلق كبير على الوضع اللبناني بكافة جوانبه، ولكن العنوان الأساس هو الوصول إلى صيغة لها صلة بالقرار ١٧٠١، أي العودة إلى شمال الليطاني من قِبل حزب الله، الأمر الذي يرفضه حتى الآن، وبالتالي حل معضلة مزارع شبعا من خلال انتشار قوات دولية إلى حين التوافق على ملكيتها بين لبنان وسوريا وإسرائيل، وإلا فإن البلد مقبلٌ على حرب لا هوادة فيها.
وفي هذا السياق، يردّد أكثر من سفير غربي ممَن لهم صداقات مع المسؤولين اللبنانيين بأن ما تقوله إسرائيل ليس "مزحة"، وعلى لبنان أن يتّخذ الموقف الصائب قبل خراب البصرة