ما زالت الأجواء الانتخابية في كسروان وجبيل غير واضحة المعالم، وإن انقشعت الصورة لناحية التلاقي بين النائب السابق فارس سعيد والنائب فريد هيكل الخازن وآخرين، إذ حتى الآن ليس هناك أي موقف قد يؤدي لاحقاً إلى التأكيد على هذا التحالف بانتظار أن تتبلور الأمور، فيما ما زال النائب السابق سعيد يؤكد على عدم الرغبة إطلاقاً في وجود مرشح لـ "حزب الله"، في وقت بات جلياً أنّ المرشح عن المقعد الشيعي في جبيل طلال المقداد أمره محسوم لناحية الرغبة الجبيلية والكسروانية ورغبة أهالي المنطقة والعائلات في دعمه، لكونه على مسافة واحدة من جميع العائلات الروحية، ناهيك بعلاقته بالبطريركية وسائر المؤسسات الروحية في المنطقة. وإنّ ردّ المقداد على البعض ممن أساؤوا إلى عائلته، إنّما هو نابع من موقف يؤكد على صوابية الالتزام بالقوانين دون مهاجمة أحد، لأنّ الدولة والدستور والقانون فوق كل اعتبار، أما لناحية بعض الإعلام الذي يفبرك أخباراً أو يقول إنّه يجب ألا يكون هناك إنفاق انتخابي، فإنّ المقداد يساعد مناطق أخرى غير منطقته الانتخابية، وبالتالي إنّ كل ما يردّده الإعلام في هذا الإطار ليس سوى فذلكة وخروج عن المسار والثوابت، لأنّه من حق أي كان أن يساعد أية مؤسسة، وخصوصاً دور الأيتام والمؤسسات التي تعنى بالشؤون الإنسانية والاجتماعية.
وأخيراً ومن هذا المنطلق، فإنّ المقعد الشيعي في جبيل سيكون موضعَ توافق بين القيادات السياسية المعنية في وقت ليس ببعيد، مع التأكيد على أنّ التركيز هو على الوفاق والتعايش والاعتدال بعيداً من أي اعتبارات أخرى.
