على مسافة أسابيع معدودة من الإنتخابات النيابية في ١٥ أيار المقبل، احتدم الخطاب السياسي "الشعبوي" والتحريضي، وبات صفةً تطبع أكثر من موقف أو بيان للمرشحين المتنافسين إلى المجلس النيابي ، ومن دون أية اعتبارات أو معايير سياسية أو ديموقراطية، وهو ما بدا بوضوح من خلال المواقف الأخيرة لأحد المرشحين الذي استهدف المرشح عن المقعد الماروني الياس الخوري، في المدينة وبالتالي التصويب على "القوات اللبنانية ".وإذا كانت المنافسة والرغبة بالفوز تتحكم بالمرشح الذي تبرع ومحاناً، بالهجوم على المرشح الخوري ومن دون أية أسباب موضوعية وفقط من أجل الإستعاضة بالمقعد النيابي في طرابلس كبديل عن المقعد الذي لن ينجح بالفوز به لو ترشح في منطقته.
وعليه فإن هذا الهجوم الذي تركز على المرشح الخوري على وجه التحديد، رأت فيه مصادر سياسية شمالية، مؤشراً على محاكاة زمن احتلال ولى وبالتالي سيرتد على صاحبه ، كما اعتبرت المصادر أن طرابلس هي مدينة منفتحة تحتضن مختلف التوجهات، وما منطق الإستئثار بالتمثيل الطرابلسي سوى استحضار لمرحلة دفعت طرابلس فيها أثماناً باهظة، كما أن الإستثمار بالماضي الزائف البغيض، يأتي نتيجة غياب أي مشروع مستقبلي حقيقي.
في المقابل شددت المصادر على أن التهجّم المغرض على "القوات" ومرشحها في طرابلس، مرفوض بحقّ فريق سيادي هو من صلب الساحة الطرابلسية وسياسة نبش القبور ونكء الجراح عيب وجريمة بحقّ أبناء طرابلس الذين يرزحون اليوم تحت الجرح الأعمق والأخطر وهو الفقر الناتج عن سياسات الإستلشاء والتهميش. فإن أراد أحدهم شقّ جرح طرابلس، فليكن ذلك لمعالجته وليس للتمعّن في استنزافه،فالطراباسيون أحرار ولا يستطيع أحد أن يملي عليهم من ينتخبون لتمثليهم، وطرابلس تحتضن أبناءها وتلفظ الغرباء عنها، ولن يصحّ فيها إلا الصحيح.
