تجتاز انتخابات الشوف محطات بارزة يتوقع لها أن تشهد معركة انتخابية متعددة الأوجه فعلى الصعيد الدرزي يظهر جلياً أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقاتل من أجل المقعدين الدرزيين ولا يبالي حول المقاعد المسيحية الأخرى إن كان المقاعد المارونية أو الكاثوليكية خلافاً لما كان يحصل في السابق نظراً لضراوة المعركة بين الوزير السابق وئام وهاب والنائب المستقيل مروان حمادة فيعطي الحجم الدرزي أولوية مطلقة من قبل سيد المختارة.
أما على الصعيد الماروني فيظهر أن المعركة هي على المقعد الثالث، وبالتالي أن هناك قراءة متأنية أولاً غياب الحماسة من القواعد الحريرية للاقتراع على الصعيد السني، بينما الثنائي الشيعي سيقترع لحلفائه في وقت أن التيار الوطني الحر سيعطي مرشحيه.
أما اللافت يتمثل بالوزير السابق المحامي ناجي البستاني الذي يخوض المعركة على قاعدة الاستقلالية وهذه سمة تاريخية لازمته من خوضه الاستحقاقات النيابية والسياسية بحيث أنه شخصية سياسية مستقلة بامتياز وعلى هذه الخلفية لم يقبل قبل إرساء التحالف إلا وأن يكون في هذا الموقع ناهيك إلى أنه يخوض المعركة ضد التحالف الآخر دون أي مساجلات أو خلافات، بل بالحرص على استمرار الصداقة مع المختارة وسائر العائلات الروحية، وخصوصاً ثمة علاقة تاريخية تربطه بالدروز ناهيك أنه يعمل أي المحامي ناجي البستاني على قاعدة الحفاظ على خصوصية جبل لبنان الجنوبي من خلال المصالحة والتعايش والتواصل التاريخي بين مكوناته الروحية بكافة انتماءاتها وتلاوينها.
ويبقى أخيراً أن للمحامي البستاني صداقات تاريخية، من إقليم الخروب والساحل صعوداً إلى الشوف بحكم علاقاته المتقدمة مع سائر العائلات في هذه المناطق على أكثر من خلفية سياسية وخدماتية وعلاقات اجتماعية وإنسانية.