19 ايلول 2007 … 16 عاماً على إغتيال النائب الوفي و”الأدمي” انطوان غانم، كما يصفه محبوه وكل من عرفه، إستشهد في ذلك اليوم الحزين مع رفيقيه طوني ضو ونهاد غريب وعدد من المواطنين، في انفجار بمنطقة سن الفيل خلال مرور سيارته، قبيل الاستحقاق الرئاسي بأيام، وعندها وصلت رسالة الموت من المجرمين والقتلة.
تحقق حلم الشهيد انطوان غانم في ذلك اليوم، وهو القائل:” أحلم بأن اموت واُلف بعلم بلادي”، وهكذا كان… هوى سيّد المنابر واقفاً فإشتاقت له ولكلماته الحماسية، كان اوفى الاوفياء في زمن المساومات، لم يخضع ولم يتنازل، ناضل من اجل لبنان حتى آخر رمق، كان رجل الحوار بين المتخاصمين، عمل على جمع الاضداد من اجل الوفاق فنجح مراراً، لانه صاحب الكلمة الحرة والمصداقية، قاوم بالكلمة التي لم يعترف إلا بها، فإغتالوه اهل الظلمة ليسقط شهيداً ضمن قافلة ابطال ثورة 14 آذار، التي حصدت معها شهداء ناضلوا من اجل سيادة وحرية لبنان.
معارك سياسية خاضها غانم الى جانب الوزير بيار الجميّل، فكان الاقرب اليه من دون أن يُكتب للشهيدين ان يعرفا فرح النصر المستحق، خصوصا بعد الانسحاب السوري وإستقلال لبنان من الاحتلال، اذ كان موعدهما مع الاستشهاد أسرع، ولم تفصل بين الشهادتين سوى الاشهر العشرة.
اليوم نقول للوفي والأدمي:” كنت القدوة في الاخلاق والعطاء من دون حدود، غيابك كما غياب كل رفاقك الشهداء، لا يمكن إلا ان يزيد الثوار عنفواناً وإيماناً اكبر بلبنان، الوطن الذي دفعتهم الاثمان الباهظة من اجله، ولذا لن تذهب دماؤكم هدراً طالما هنالك شباب يناضلون من اجل إحقاق الحق.
