26 نيسان2005.. 26 نيسان 2023 ، 18 عاماً انقضت على اندحار آخر جندي سوري عن الارض اللبنانية، وذكرى جلاء احتلال متعدد الاوجه دام عشرات السنين، ونكل وقتل واغتال ونهب خير هذا البلد من دون ان يرف له جفن.
هذا الاحتلال الذي زرع العملاء والميليشيا كما وعد آخر ضباطه وهو يغادر على المصنع بأنهم سيعودون باحتلالهم، ها هو يكاد يعود اليوم الى الحياة، بعد سنوات من الموت السريري والقطيعة العربية له، على اثر الاجرام الذي نفذه بشعبه في السنوات الماضية. فهل يغتنمها فرصة للعودة الى لبنان الذي وإن تقلص نقوذه بالانسحاب العسكري إلا أن مخلفاته بقيت وكذلك "شياطينه" الذين نقلوا المتفجرات وزرعوا العبوات وهم يتلذذون ب "الصبير" المفعم برائحة الموت. وما التفجير المزدوج لمسجدي التقوى والسلام إلا خير شاهد على حقد نظام الاسد الدموي المجرم وسفالة عملائه.
تتزامن هذه الذكرى اليوم، مع اطلالة مرتقبة للمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، والتي ارجأت من الأحد الى اليوم، وكأن "التدبير الالهي" يسعى الى ايصال رسالة معينة، الى من يريد ان يسمع ويفهم. ففرنجية الذي لطالما تغنى بصداقته بعائلة الاسد، وقربه من الرئيس السوري، والذي لطالما تباهى بأنه إبن "الخط" الوفي يطل اليوم على التلفزيون وهو يروج انه المرشح "المنقذ" ورجل الدولة الواعد فماذا سيقول لنا عن هذا النظام وعن علاقته به؟ هل سيعترف بالانجاز السادي الذي حققه اللبنانيون منذ 18 سنة وبإجرام نظام الاسد بحق لبنان أم انه سيلمّع صورة الاسد وسيكون" الشباك" الذي ستعود منه سوريا الى لبنان؟
قد يكون اليوم مناسبة، لنؤكد مرة جديدة ان المقاومة مستمرة، لتنظيف لبنان من مخلفات الاحتلال. لكن هذا الأمر لا يكون افرادياً، بل ان المهمة يجب ان تكون جماعية وجامعة كما كانت في العام 2005، فبالوحدة يتم دحر الاحتلال مجدداً مهما كان اسمه او شكله، فهل من يتعظ؟