هل هي مصادفة أن ينزلق “حزب الله” إلى مواجهات وصراعات ذات طابع طائفي ومذهبي ثلاث مرات في أسبوع واحد، بدءاً من خلدة الأحد الفائت، مروراً ب”هجمة” الجمّيزة على مركز “القوات اللبنانية في الرابع من آب، وانتهاءاً بإشكالات شويّا وصيدا مع الطائفة الدرزية. هل يمكن وضع هكذا أداء في إطار الأخطاء التي يراكمها الحزب في السنوات الأخيرة، والتي وضعته في دائرة المسؤولية عن كل ما يحصل في لبنان، أم أنه سوء تقدير لتردّدات خطابه ونهجه في التعاطي، منطلقاً من فائض القوة الذي يعتبر أنه يمتلكه تجاه اللبنانيين الآخرين.
ويعتبر مراقبون، أن هذه المواجهات الثلاث، تحمل دلالات بالغة الأهمية حول المسار الذي يسلكه موقع “حزب الله” على الساحة الداخلية، خصوصاً وأن الحزب يحاول تسويق نفسه بأنه هو المستهدف في هذه المواجهات، ويسعى لتوظيفها من أجل إحكام سيطرته على مناطق معيّنة، من دون الأخذ في الإعتبار أن أداءه في الأساس هو الذي أصبح يثير شكوك اللبنانيين حول أولوياته الحقيقية.
