47 عاماً والمتاريس السياسية ما زالت متأهبة…

lebanon-civil-war

47 عاماً مرّوا وكأن الذكرى في الامس، 13 نيسان وحادثة بوسطة عين الرمانة، التي اطلقت شرارة الحرب اللبنانية في العام 1975، الذكرى ما تزال راسخة في أذهان الذين عايشوها، حيث قدّر لهم أن يروا بأم أعينهم كيف انهار وطنهم، ووقع في مستنقع حرب الاخرين الذين خططّوا كي يصبح لبنان وطناً بديلاً عن فلسطين التي سُلبت، لكن حلمهم قوبل بالتصّدي لكل الطامعين بهذا البلد، وهذا التصّدي ما زال قائماً حتى اليوم ضد تداعيات يستمر اللبنانيون بدفع ثمنها، وتحديداً منذ ان إندلعت تلك الشرارة من البوسطة الشهيرة، التي أطلق ركابها النيران الكثيفة امام كنيسة سيدة الخلاص، في يوم إفتتاحها من قبل الشيخ بيار الجميّل، فتحوّلت من خلال رصاص الفلسطينيين الى شاهدة على الحرب التي ذاق في خلالها اللبنانيون الأمريّن في حروب متنقلة ومختلفة الوجوه.
13 نيسان بما يحمله من تاريخ أسود على لبنان واللبنانييّن، يوم لا ينتسى دّق فيه ناقوس الخطر على الدولة التي تزعزعت عند اول رصاصة وإنقسمت، والمشهد لا يزال حاضراً لان التاريخ يعيد نفسه دائماً في لبنان، الذي عايش سلسلة حروب داخلية كانت تتحّضر في الخارج، وينفذها اللبنانيون بأيديهم تحت عناوين متكرّرة، فيقعون دائماً في فخها وهي الطائفية والمذهبية، ومع ذلك يردّدون لغاية اليوم مقولة: تنذكر وما تنعاد… لكن الذكرى الاليمة تعاد معهم دائماً، من دون ان يتعلموا من اخطاء الماضي الاليم .
لكن وبعد مرور كل تلك السنوات فالمحنة لم تنته، والدولة ما تزال غائبة والتدخل الخارجي يبقى متجذراً، والمآسي والمخاطر والمشاهد المخيفة لم تغب، في ظل ما نعيشه اليوم من كوارث وانهيارات، لذا ينتابنا الخوف اكثر من ان تتجدّد تلك الصور عند اي مفترق خطر، والمشهد تكرّر قبل 5 اشهر خلال غزوة عين الرمانة، وكاد ان يتطوّر اكثر ويتمدّد، لولا تصدّي شباب واهالي المنطقة ودفاعهم عنها.
الذاكرة تستمر بإحتوائها للمخاطر، فيما بعض السياسيين يستمرون في التلّهي بالقشور، لان مصالحهم الخاصة تتقدّم على مصلحة لبنان. لذاعلينا كلبنانيين التعلّم من اخطاء الماضي كي لا تبقى المتاريس السياسية متأهبة دائماً في ما بيننا، وبأن نقف موحّدين ضد الغريب، وضد كل مَن يتبع بولائه للخارج، ويخطّط للإستيلاء على الوطن …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: