عادت الذاكرة باللبنانيين والمسيحيين تحديداً إلى محطة تفجير كنيسة سيدة النجاة، يوم تمّت فبركة هذا الملف من قبل عهد الوصاية آنذاك، وفي ظل الوجود السوري في لبنان، بغية اتهام "القوات اللبنانية، وصولاً إلى حلّها وسَجن قائدها سمير جعجع، وذلك ما حصل في تلك المرحلة.
الآن، التاريخ يعيد نفسه بالحملات التي تتعرّض لها "القوات اللبنانية، وصولاً إلى مطالبة نواب "حزب الله" وقياداته بحلّ حزب "القوات"، إضافة إلى معلومات موثوقة من مصادر سياسية بارزة، بأن اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس حزب "القوات" لم يكن بريئاً، وجاء بناء على ضغوطات، أو من خلال دور من "حزب الله"، بمعنى توريط "القوات" على خلفية دعوة رئيس الجمهورية جعجع إلى التهدئة وتسليم مَن أطلقوا النار في معركة الطيّونة ـ عين الرمانة، بينما المظاهر المسلّحة كانت واضحة من قبل "الثنائي الشيعي" عبر دخولهم أحياء بدارو وعين الرمانة وفرن الشباك، وإطلاق صرخات "شيعة شيعة"، وقيامهم بتكسير كل ما طالته أياديهم، إضافة إلى إطلاق ال"ب7" والرصاص بكثافة على أهالي عين الرمانة، أمام أعين القوى الأمنية ووسائل الإعلام التي كانت تنقل مباشرة هذه الأحداث، في وقت لم يظهر أي فيديو أو صورة لمسلّح واحد في كل أحياء عين الرمانة وفرن السباك وبدارو، هذا بالإضافة إلى أن إحدى وكالات الأنباء أعلنت عن رصد مبلغ خمسة آلاف دولار لمن يزوّدها، ولو بصورة واحدة، لمسلّح في عين الرمانة أو فرن الشباك.
وأخيراً، كان اللافت في سياق تداعيات هذه الأحداث إحالة أحد العسكريين إلى المحكمة العسكرية بعدما تم توزيع فيديوهات من أكثر من جهة، تظهر أحد العسكريين وهو يقوم بإطلاق النار على المتظاهرين بعدما حاول المتظاهرين سحب سلاحه من بين يديه. وبعد إحالته إلى المحكمة العسكرية، أُربك "الثنائي الشيعي"، مما سيدفعهم، وفق أكثر من قارئ سياسي أو محلّل، إلى اتّهام الأميركيين بأنهم هم من كان وراء هذا السيناريو، ولا سيما أن واشنطن تدعم الجيش وتزوّده بالأسلحة، ولديها ثقة تامة بقائد الجيش جوزف عون، في محاولات واضحة من "حزب الله" إلى العهد و"التيار الوطني الحر" على خلفية اتهام "القوات"، ومن ثم تعويم "التيار الوطني" الذي خسر في الآونة الأخيرة شعبوياً، وتحديداً بعد أحداث الطيّونة، إلى قطع طريق الرئاسة على قائد الجيش.
