في حديث خاص لموقع lebtalks، كشف الكاتب والمحلّل الجيو سياسي جورج أبو صعب النقاب عن حقائق وضعها بتصرف الرأي العام العربي حول “حماس” وحقيقة دورها وموقعها من القضية الفلسطينية.
أهم تلك الحقائق هي أن حركة حماس ليست عضواً في منظمة التحرير الفلسطينية ولا هي معترفٌ بها فلسطينياً كحركة مقاومة، بل هي منظمة تنتمي الى حركة “الإخوان للمسلمين العالمية” ومرشدها الأعلى الدولي غير معروف.
ومن الحقائق أن “حركة حماس” تلّقت من الولايات المتحدة الأميركية، وفق تقرير المفتش العام الأميركي للمساعدات الخارجية، حوالي ٧٥ مليون دولار من إدارة الرئيس جو بايدن، بموافقة وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن أسابيع قبل هجومها صبيحة السابع من الشهر الحالي.
كما أنه تم تحويل ٣٣ مليون دولار الى منظمة إغاثة إنسانية تابعة لحماس في غزة .
ومن الحقائق، يتابع أبو صعب، أن كل بيانات “حماس” عن الإصابات والشهداء أثناء المواجهات العسكرية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تشير الى قتلى وجرحى حماس والجهاد الإسلامي و كتائب القسام من دون التطرّق الى أعداد القتلى والجرحى في صفوف الشعب الفلسطيني الغزاوي.
ومن الحقائق أيضاً أن حركة “حماس” التي حفرت عشرات الأنفاق العسكرية تحت أرض قطاع غزة لعملياتها، لم تفكر في حفر ملجأ واحد لشعب غزة يقيه من هجمات الإسرائيليين وبطشهم وقصفهم للمناطق السكنية في القطاع.
وتساءل أبو صعب “لو أن جزءاً من هذه الأنفاق، وبدل أن تكون مخصّصة لتخزين السلاح أن تُخصّص لتخزين المواد الأولية والحياتية والغذائية والأدوية والمعدّات واللوازم الطبية لشعب غزة الأعزل الذي ولّت حماس نفسها عليه، ألم يكن لتجنّب الغزاويين المجاعة والعوز والنقص الطبي والاستشفائي والكوارث التي يعانيها الشعب الفلسطيني المحاصَر في القطاع؟
حماس بنت الأنفاق على مر السنوات استعداداً للمعارك مع العدو الإسرائيلي المحتل، ولم تفكر بالشعب الفلسطيني ولو بنفق أو ملجأ واحد لتجنيبه التهجير والتشرّد الذي يعاني منه هذا الشعب حالياً، فهي وبدل أن تعيب على مصر الشقيقة إغلاق معبر رفح في وجه النزوح الفلسطيني قطعاً لدابر مؤامراتهم على أمن مصر القومي، كان عليها أن تفكر بشعب غزة الذي تحاصره هي أولاً وقبل العدو الإسرائيلي وتختطفه أسيراً لديها لاستخدامه كدروع بشرية في وجه هجوم الإسرائيليين.
وردّاً على سؤال حول تداعيات العملية العسكرية التي نفذتها “حماس” يوم ٧ تشرين الحالي في إسرائيل، أكد أبو صعب أن تلك العملية كان يُخطط لها منذ شهر تشرين الأول ٢٠٢٢، ومع ذلك لم تحتسب الحركة ردة فعل إسرائيل، ولم تضع خطة “ب” لمواجهة ردود أفعال الإسرائيليين عند تنفيذها العملية الواسعة والخطيرة وغير المسبوقة ضد أمن إسرائيل.
وختم أبو صعب بالإشارة الى أن أول مَن يذبح الشعب الفلسطيني في غزة اليوم هي حماس وشقيقاتها قبل الإسرائيلي، لأن حماس ليست ضنينة بالشعب الفلسطيني ولا بالقضية الفلسطينية، بل تنفذ أجندة إيرانية واضحة متلطّيةً خلف القضية الفلسطينية، وملتحفة شعار المقاومة الفلسطينية، وهي التي كانت تتحالف من تحت الطاولة مع الإسرائيلي لتأمين التمويل لها في غزة، وهي اليوم التي تحتجز الشعب الغزاوي وتمنعه من النزوح لإبقائه درعاً لها غير آبهة بأمنه وسلامته وبقائه.
وأنهى أبو صعب كلامه بالتذكير أن الأميركيين هم الذين ضغطوا على الرئيس محمود عباس لتنظيم انتخابات برلمانية فلسطينية وتأمين فوز حماس والأميركيين والإسرائيليين، كما هم الذين ضغطوا على أبو مازن لانسحاب السلطة من غزة وتسليمها لحكم حماس … فالتاريخ لا يرحم والحقائق لا بدّ وأن تعلن …