أبو صعب: لبنان أمام مراوحة قاتلة وتعقيد في ملف السلاح

bousaab

كتب الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب عبر منصة "إكس": "المبعوث الأميركي توم براك يقول لوزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إن السلطات اللبنانية لا تتقدم في مسألة السلاح، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يقول لنظيره الفرنسي بارو خلال زيارته إلى فرنسا قبل يومين إنه إذا كان لبنان لا يريد أن يتحول إلى بلد طبيعي حيث الدولة تتسلم الأمن والسلاح فإن المملكة لن تساعده.

مارك روبيو وزير الخارجية الأميركي قالها: إن هدفنا في لبنان هو دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه من دون أي تمييز بين الجناح السياسي والآخر العسكري.

إيران دخلت على الخط مجدداً لعرقلة مسألة تسليم السلاح كما تدخلت وتتدخل في إثارة المشاكل والقلاقل في سوريا ضد السلطة السورية الجديدة، مستفيدة من أية ثغرات أو ارتكابات لتشجيع الفوضى والانقسامات والانقلاب على سلطة دمشق والرئيس الشرع.

كذلك في لبنان، يخطئ من يعتقد أن أيادي إيران في لبنان وتأثيراتها انتفت، بل هي تعمل في الكواليس وأروقة قرارات الحزب. ومن هنا يمكن فهم التصاريح والمواقف التي تصدر عن قيادات ونواب حزب الله، وآخرها موقف النائب إيهاب حمادة الذي، وبحجة تطبيق القرار 1701، يحمل ملف السلاح إلى مقلب آخر يخالف تماماً الورقة الأميركية ويملي شروطاً لا يُعتقد أن الحزب قادر على فرضها بالقوة على الجانبين الأميركي والإسرائيلي.

ما يعني أن لبنان دخل في مرحلة المراوحة القاتلة والجمود المقلق، الأمر الذي يفتح شهية العدو الإسرائيلي على كل أنواع الاعتداءات والعربدات، والزيارة الثالثة لبراك لم تكن بأنجح من سابقاتها في ظل إصرار أميركي واضح ومتكرر وضاغط على حل معضلة سحب السلاح، التعقيد سيد الموقف والبدائل قليلة.

فهل يتوجه الرهان الطبيعي والمقيت إلى المراهنة على حل إسرائيلي لمسألة السلاح بدل حل لبناني داخلي سلمي؟ الحزب نأى بنفسه بوضوح عن الورقة الأميركية وأعلن أنها لا تعنيه، وفق أولوية عكسية للأميركيين تبدأ بوقف العدوان وانسحاب إسرائيل وتحرير الأسرى، فيما الأميركي لا يمكنه ضمان أي شيء، وبخاصة ضمان إقناع إسرائيل بالانسحاب بدون ضمانات أو ثمن أمني عسكري أو حتى سياسي قبل البحث في سحب السلاح، فيما يبدو أن ثمة تماهياً بين الحرب والسلطة على وضع الحصان أمام العربة وليس خلفها.

فهل نكون أمام آب أو أيلول لبناني أسود؟

الأكيد أن البطء في اتصالات الرئيس عون مع الحزب لن يمنع إسرائيل من متابعة عربدتها في لبنان ومزيد من التصعيد، ولن يدفع بالأميركي إلى التدخل لمساعدة لبنان على تنفيذ خطوة يعتبرها أمراً داخلياً، فيما أوساط ديبلوماسية تفيد بأنه لا جولة رابعة لبراك ما لم يلحظ سبباً جدياً لعودته، كما أن تشجع الأشقاء العرب على ضخ الأموال والاستثمارات".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: