أحمد سبع عبر LebTalks : وتيرة تغيّر المُناخ باتت سريعة ... لبنان في وسط الخطر المُناخي!

5874_large

"حياة الكوكب بخطر"، بهذه الكلمات يحذر قادة العالم من المشاكل المُناخية التي باتت تؤثّر بشكل كبير على الكوكب بأسره، وقد تزايدت مؤخراً وستخلق في المستقبل تهديدات أمنية ومعيشية إذ أن موجات الجفاف ستؤدي حكماً إلى شح متزايد في الغذاء والمياه. وللإضاءة أكثر عن هذا الخطر الداهم، كان لموقع LebTalks حديث خاص مع مؤسس مبادرة "المُناخ بالعربي" الأستاذ أحمد سبع من القاهرة الذي أوضح أن "تغيّر المُناخ حالياً يسير بوتيرة سريعة ومتزايدة للغاية، وتتأثر به الدول النامية والفقيرة بشكل ملحوظ"، موضحاً "أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المُناخ تؤكد في أحدث تقاريرها أن مُناخ الأرض تغيّر ويتغيّر كثيراً في كل مناطق العالم، وأنه ليس لهذه التغيّرات مثيل منذ مئات السنين، وبعضها هو الارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر، وهي تغيّرات  لا رجوع فيها لمئات السنين". وأشار سبع أن " الحلول تبدأ من إلتزام قادة العالم بتعهداتهم أمام البشرية، وإدخال اتفاقيات تغيّر المُناخ حيز التنفيذ الفعلي، إذ إن شعار مؤتمر المُناخCop 27 الذي أقيم في شرم الشيخ في مصر ينسحب أيضاً على الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُر المُناخ UNFCCC ، وتقديم التقارير اللازمة لمعرفة حجم الإنبعاثات الحقيقي في كل دولة، وحجم آثار تغيّر المُناخ. كما أن الحلول لا تتوقف على قادة الدول فقط، فللشعوب والمواطنين دور كبير للحد من تغيّر المُناخ، وذلك من خلال القيام بالمبادرات الفردية والمجتمعية للحد من استعمال البلاستيك الضار بالبيئة أو ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وحضّ المواطنين على ضرورة إعادة التدوير وتقليل هدر الطعام واتباع عادات صحية ومستدامة بهدف الحفاظ على الكوكب".

أما فيما خصّ الشأن اللبناني، فيقول سبع إن "الأزمة الأخطر في لبنان هي أن هذا البلد يعاني من نقص كبير في البيانات الرسمية، والإحصائيات الموجودة بشأن آثار تغيّر المُناخ قديمة للأسف وآخرها تحديداً منذ عام 1950 أو ما قبل ذلك حتّى، كما أن الأزمات والمشكلات الإقتصادية في لبنان تجعل قضايا تغيّر المناخ والبيئة مسائل هامشية بالنسبة لحياة السكان والسياسات الحكومية، ومع ذلك فإن هناك أملاً كبيراً في ما يتعلق بالعمل المُناخي في لبنان، حيث قدمت الحكومة اللبنانية تقارير مساهمتها الوطنية المحددة لتقليل الإنبعاثات (NDC) في استجابة لتغيّر المناخ عام 2021، وهو ما يشكّل عنصراً هاماً لالتزام الدول عالمياً باتفاق باريس للمُناخ". يُذكر أن الحكومة اللبنانية كانت قد شاركت في مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المُناخ cop27 الذي أُقيم في مدينة شرم الشيخ المصرية ممثلة برئيسها نجيب ميقاتي الذي أكد في كلمة له خلال المؤتمر أن "لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتغيّرات المُناخ، إذ إن دراسات أعدتها وزارة البيئة اللبنانية قدّرت أن التغيّر المُناخي سيسبب انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي للبنان بنسبة 14 بالمئة بحلول عام 2040، وانخفاضا أكثر إلى 32 بالمئة بحلول عام 2080، ما سيضاعف من حدة المآزق والأزمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديَين القصير والطويل " بحسب ما قال ميقاتي، مضيفاً "عملنا على إنشاء مرفق لبنان للاستثمار الأخضر وندعو الدول والجهات المانحة للمساهمة بدعمه وتمويله".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: