يطوي العام 2022 آخر فصوله على وقع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والإجتماعية وغياب الحلول المرجوة في لبنان، ويستقبل الشعب اللبناني عامهم الجديد في ظل انهيار تاريخي لسعر صرف الليرة اللبنانية مترافقاً مع موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار المنتجات الإستهلاكية والمحروقات والأدوية. في هذا العام، شهد لبنان أحداثاً مأساويةً بدأت مع حادثة غرق عشرات اللبنانيين الذين حاولوا الهرب بطريقة غير شرعية نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة، وسط عجز القوى السياسية عن تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فما هي أبرز الأحداث التي مرّ بها لبنان خلال العام 2022؟
بدأت أحداث العام تحديداً في 24/01/2022 حين علّق رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عمله السياسي وعمل تيار "المستقبل" من الحياة السياسية اللبنانية على مسافة أشهر قليلة قبل الانتخابات النيابية، ما أدى إلى تأزم المشهد السياسي، وبعد ٣ أشهر وفي 23/04/2022، غرق مركب لمهاجرين غير شرعيين في حادثة أثارت غضب اللبنانيين حيث غرق 22 مهاجراً غير شرعي قبالة سواحل طرابلس،
مترافقةً مع عمليات ناشطة لهجرة غير شرعية للبنانيين وغير لبنانيين، مقيمين على الأراضي اللبنانية على رغم تكرار حوادث غرق المراكب وتسبّبها بوفاة أو فقدان أكثر من 120 مهاجراً بين شهري نيسان وأيلول.
أما في 15/05/2022، فقد أُنجِزَ الاستحقاق الانتخابي في محاولة لإعادة انتظام العمل السياسي، وحملت نتائجه مفاجأة بوصول عدد من مرشحي "التغيير" إلى البرلمان، وفي 23/06/2022 تم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة من دون أن يتمكن من التأليف حتى اليوم نتيجة تفاقم الخلافات السياسية بين مختلف القوى، وفي 30/06/2022 تم رفع تعرفة الاتصالات
بعد رفع الدعم عن قطاع الاتصالات، بحوالي عشرة أضعاف في محاولة لمنع إنهيار هذا القطاع، وفي 01/09/2022 دخل لبنان في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس السابق ميشال عون.
وفي 16/09/2022، بدأ مسلسل اقتحام المصارف اللبنانية، إذ تمددت شرارة اقتحامات المصارف إلى مختلف المناطق اللبنانية بسبب غضب المودعين المحتجزة أموالهم لدى المصارف اللبنانية، في محاولة لتحرير ودائعهم، وكان أبرزها اقتحام أكثر من 7 مصارف في يوم واحد وخلال ساعات، وفي 29/09/2022 فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية في جلسته الأولى قبل أن تكرّ سبحة الجلسات النيابية من دون اتفاق القوى السياسية على شخصية تتولى مهام رئاسة الجمهورية نتيجة غياب أي تسوية سياسية، أما في 27/10/2022 فقد تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع الإحتلال الإسرائيلي بعد أشهر مضنية من المفاوضات عبر الوساطة الأميركية،
وفي 30/10/2022 دخل لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون وبقي منصب الرئاسة شاغراً حتى اليوم بسبب عدم الاتفاق على مرشح يتولّى سدّة الرئاسة الأولى، وقد تم إصدار مرسوم يقضي باعتبار الحكومة مستقيلة ما أدخل البلد في فترة فراغ تستمر منذ ذلك التاريخ.
ومنذ أوائل شهر كانون الأول الجاري، تشهد الليرة اللبنانية حالة من الإنهيار وصلت حتى هذه اللحظة إلى قرابة ال 48,000 ل.ل للدولار الواحد.