لم يعد خافياً الضغط الذي بات يشكله النزوح السوري على كل المناطق التي يتواجدون فيها، ولن تكون الحركة الإعتراضية التي بدأها أهالي حدشيت هي الأولى أو الأخيرة.
وقد تعاظم هذا الضغط مع تقدم الإنهيار المالي للمواطن والمؤسسات الرسمية وتراجع قدرة البلديات في كل القرى البعيدة عن العاصمة، على استيعاب الأعباء المترتبة عن العدد الكبير من السوريين، بحيث باتت مسألة تنظيم وإدارة هذا الوجود تلقي بثقلها على الأهالي في هذه القرى كما على المؤسسات المحلية وبشكل خاص البلديات التي وكما بات معلوماً لدى الجميع، تعمل ضمن إمكانات مادية محدودة.
وإزاء هذا الواقع، فإن أكثر من بلدة قد رفعت الصوت في الآونة الأخيرة، محذرةً من تداعيات أي احتكاك قد يحصل بين اللبنانيين والنازحين السوريين، في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ضوء الضغط الذي يتعرض له المواطنون في أكثر من بلدة، نتيجة التطورات الأمنية المتسارعة على الجبهة الجنوبية وتراجع كل العناوين الداخليةعلى قاعدة أن لا صوت يعلو على صوت المعركة.
ومن بين القرى التي تواجه عدة أزمات ناتجة عن النزوح السوري، تبرز بلدة حدشيت التي تتعرض يومياً وعلى مدى أشهر العام الدراسي لمشاكل متصلة بعدد الطلاب السوريين الكبير في مدرستها الرسمية والذين يفرضون أمراً واقعاً في البلدة على صعيد الوصول والمغادرة للمدرسة لجهة الإزدحام والفوضى وأحياناً إقفال الطرقات الداخلية للبلدة بشكل كلي بسبب الباصات والسيارات التي تصل تباعاً من أجل اصطحاب الطلاب إلى القرى المجاورة حيث يقيمون.
وفي هذا الإطار سأل موقعLebTalks نائب رئيس بلدية حدشيت كارلوس إسحق عن واقع الأزمات المرتبطة، فعرض سلسلة مشاكل تواجهها البلدية التي تعاني في الأساس من غياب أي دعم، والتي تعمل على مقاربة الوجود السوري عبر الإمكانات المحدودة لديها.
وعلى سبيل المثال يتحدث إسحق عن "ضغط مخيف على البنى التحتية في البلدة كما على الواقع الداخلي، حيث أن نسبة الطلاب من النازحين تفوق بأضعاف نسبة طلاب البلدة، وهو ما يؤدي إلى استياء لدى الأهالي جراء تحمّل أعباء تعطيل حياتهم وأعمالهم وأحياناً إقفال مداخل البلدة بسبب زحمة السير وبسبب عجز البلدية نتيجة الأزمة المالية والإمكانات المادية المتواضعة، عن تأمين العناصر الخاصة بتنظيم هذا الوجود.
ويشدد إسحق على أن الموارد المالية محدودة جداً بسبب الأزمة الإقتصادية والمالية الحادة التي ترزح تحتها البلاد منذ عام 2019، بينما كان أبناء البلدة في الإغتراب، يقدمون أحياناً التبرعات للبلدية بينما اليوم، فإن عدد العناصر قليلون بسبب الرواتب المتدنية، وبالتالي من الضروري معالجة هذا الوجود ، علماً أن البلدية قد أعدت كتاباً إعتراضياً إلى وزارة التربية حول هذا الأمر من أجل الحؤول دون تفاقم هذه الأزمة وطالبت فيه الوزارة إلغاء اعتماد مدرسة حدشيت للطلاب السوريين، وقبل أن يتحول اعتراض الأهالي إلى حراك قد بدأ منذ الأمس .


