إسناداً لحركة “حماس” في حربها ضد إسرائيل، وفي إطار تعطيل التجارة الدولية على الطريق الرئيسي بين أوروبا وآسيا والتي تمثّل حوالي 15% من حركة الشحن في العالم كورقة ضغط، إحتجزت وحدة بحرية تابعة للجيش الإيراني ناقلة نفط في بحر عُمان أمس، في خطوة من شأنها زيادة المخاوف المرتبطة بأمن الملاحة في المنطقة، وذلك عقب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب جماعة الحوثي الموالية لإيران بالتوقّف الفوري عن شنّ هجمات في البحر الأحمر، علماً أن الناقلة كانت تحمل نفطاً عراقياً ومتّجهة الى تركيا.
هذا التطور جاء بعد ساعات من قرار تبنّاه مجلس الأمن يطالب جماعة الحوثي بالتوقّف الفوري عن شنّ هجمات على السفن في البحر الأحمر، ودعمَ بشكل ضمني قوة عمل تقودها الولايات المتحدة لحماية السفن، وقد نصَّ البند الأساسي في القرار الذي طرحته الولايات المتحدة واليابان على حق الدول في الدفاع عن سفنها من الهجمات، بما في ذلك تلك التي تقوّض الحقوق والحريات الملاحية.
وفي سياق متّصل، أوردت بيانات مؤشر ” كييل” التجاري لشهر كانون الأول 2023 الذي يصدره “معهد كييل الألماني المستقل” أن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر تسبّبت في انخفاض حجم الحاويات المنقولة هناك الى أكثر من النصف، أي بنسبة 70% تقريباً، كما انخفضت التجارة العالمية بنسبة 1,3% من تشرين الثاني الى كانون الأول 2023، فيما خالفت التجارة الصينية هذا الاتجاه بحيث ارتفعت الصادرات بنسبة 1,3% والواردات بنسبة 3,1%.
الردّ على الهجمات التي شنّتها جماعة الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، وبالتالي تعطيل أمن الممرات المائية لم يتأخر، إذ نفّذت كلٌ من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا فجر اليوم الجمعة ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن بحيث تركّزت الغارات على العاصمة صنعاء ومدن الحُديدة وتعز وصعدة وذمار، الأمر الذي يُعتبر تصعيداً كبيراً وأحد أكثر الدلالات الدراماتيكية التي تشير الى اتّساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في الشرق الأوسط