استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب وزير خارجية دولة الكويت عبدالله اليحيا يرافقه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان المستشار ياسين محمد الماجد والوفد المرافق، حيث عقدت خلوة ثلاثية في مكتب بوحبيب، بعدها انتقل الجميع إلى قاعة الاجتماعات وعقدوا جلسة محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والكويتي.
ثمّ عقد مؤتمر صحافي استهله بوحبيب وقال: "أتشرف اليوم بالترحيب بمعالي وزير خارجية دولة الكويت، وبصفته أيضاً رئيساً للدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، الأخ عبد الله اليحيا، الذي أكنّ له ولبلاده كل التقدير والاحترام لما ترمز إليه كدولة حكيمة، ومعتدلة، ومنفتحة تسعى دائماً لمد جسور الحوار والتواصل. اسمحوا لي ان أعبّر عن محبتنا، وعرفاننا، وتقديرنا لأمير، وحكومة وشعب الكويت على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان، وآخرها جهودهم الديبلوماسية التي أثمرت في تهدئة النفوس في أوائل العام 2022، وسعيهم لعودة العلاقات الأخوية التاريخية للبنان بأشقائه الخليجيين".
أضاف: "كما يسعدني وجود معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد جاسم محمد البديوي المحب للبنان، والذي يمثل مجلساً شقيقاً، واحتضنت دوله اللبنانيين في ربوعها. نتوسم خيراً من هذه الزيارة المشتركة لمعالي الضيفين الكبيرين لما فيها مصالحنا جميعاً".
بدوره أعرب اليحيا عن "بالغ سعادته والوفد المرافق بتواجدهم في العاصمة بيروت حيث تشرفت بنقل تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الصباح، إلى فخامة الرئيس جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة مجددين التهنئة لفخامته بانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية الشقيقة متطلعين نحو مستقبل أفضل للأشقاء في لبنان".
وتابع: "كما تشرفت اليوم بلقاء كل من دولة الرئيس نبيه برّي رئيس مجلس النواب، ودولة الرئيس نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال ومعالي نواف سلام الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة، ومعالي عبدالله بوحبيب وزير الخارجية والمغتربين".
وأوضح أنّ "زيارتنا اليوم تأتي في إطار الجهود المشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تحمل هذه الزيارة رسالة تضامن مع لبنان الشقيق باسم مجلس دول التعاون لدول الخليج العربية، نؤكد من خلالها التزامنا الثابت تجاه دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه وأهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان بما في ذلك القرار 1701، واتفاق الطائف لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان وضمان احترام استقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دولياً".
وتابع: "وأكدنا مطالبة مجلس التعاون بضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ووقف أي اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية أو على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة اليونيفيل، وعلى اهمية دور القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي في حفظ سيادة لبنان وبسط سيادته على كل الأراضي اللبنانية".
ولفت الضيف إلى أنّه من خلال اللقاءات التي أجراها اليوم مع المسؤولين اللبنانيّين "استعرضنا أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة لضمان تغلب لبنان على أزماته وتستعيد للشعب اللبناني حياته الكريمة. كما أكدنا رؤية مجلس التعاون أنّ أمام الأشقاء في لبنان فرصة تاريخيّة لتحديد مستقبلهم وتجاوز كل تحديات الماضي، والبدء بعملية اعادة البناء والتطوير بما يحقق طموحات الشعب اللبناني الشقيق بالأمن والازدهار".
وأكّد أنّ "هذه الزيارة تجسد الالتزام الخاص لدول مجلس التعاون بمسؤولياتها تجاه الجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق وتعبر عن حرص دول مجلس التعاون على الارتقاء بالعلاقات وأطر التعاون مع لبنان في المرحلة القادمة وذلك بما يسهم في تحقيق آمال الشعب اللبناني الشقيق وتعزيز استقراره في المنطقة وأمنها".
البديوي
ثمّ تحدث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، مستهلاً كلامه بالإعراب عن بالغ سعادته لوجوده في بيروت برفقة وزير خارجية الكويت وممثلين عن كل دول مجلس التعاون "بهدف نقل رسالة محبة ودعم وإسناد إلى الأشقاء في لبنان العزيز، معرباً عن بالغ فخرنا واعتزازنا بلقاء كافة القيادات السياسية اللبنانية، وهي القيادة التي نقلت لنا تقديرها لكل ما تقدمه دول مجلس التعاون إلى لبنان".
اضاف: "كما أسعدنا كثيراً ما سمعناه من القيادة السياسية في لبنان من تأكيد على عزمها المضي قدماً تجاه تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتحقيق البرامج المتعددة والموصى بها دولياً لما يضمن خير وصلاح الشعب اللبناني على كل المستويات. معربين عن تأكيدنا أنّ هذه الإصلاحات هي الطريق الصحيح نحو النهوض بلبنان، مجددين العهد على مواقفنا الخليجية التاريخية الثابتة دعم ومساندة لبنان. كما أود أن أنقل مجدداً تهنئة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للشعب اللبناني الشقيق بمناسبة انتخاب البرلمان للعماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، مهنئاً فخامته بهذه الثقة، ومعرباً عن الأمل بأن يسهم انتخابه باستعادة الأمن والسلام في لبنان وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والرخاء والتنمية، مدركين في الوقت ذاته ان الزخم السياسي الذي تمر به الجمهورية اللبنانية حالياً هو زخم إيجابي ويتطلب منا جميعاً محبي لبنان، أن نقف معه وندعمه ونقدم له كل ما يمكننا أن نقدمه لضمان استمرار هذا الزخم تحقيقا للمصالح العليا للشعب اللبناني الشقيق".
وشدّد البديوي على أنّ "هذه الزيارة المشتركة لي ولمعالي وزير خارجية دولة الكويت التي هي دولة الرئاسة الحالية لمجلس التعاون، تأتي من منطلق مخرجات الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون في دورته 46، وما تمخض عنه من تفاهم من قبل كافة وزراء خارجية دول المجلس من ضرورة القيام بهذه الزيارة المشتركة لنقل التوجيهات السامية لأصحاب الجلالة السمو قادة دول مجلس التعاون على بذل كل الجهود لدعم القضايا العربية والإسلامية وتعزيز الاستقرار والامن في المنطقة من جهة، ونقل دعم دول مجلس التعاون إلى لبنان الشقيق من جانب آخر".
ولفت إلى أنّه "سعدنا اليوم بلقاء فخامة الرئيس العماد جوزاف عون ودولة رئيس حكومة تصريف الأعمال ودولة رئيس الحكومة المكلف ودولة رئيس مجلس النواب ومعالي وزير الخارجية والمغتربين، حيث هدفت هذه اللقاءات للتأكيد على دعم دول مجلس التعاون للجمهورية اللبنانية ولكل ما من شأنه أن يعزز امنها واستقرارها ويسهم في الازدهار والتنمية المستدامة للشعب اللبناني الشقيق".
وعدد البديوي لبعض النقاط عن الموقف الثابت والدائم لدول مجلس التعاون لوحدة واستقرار وأمن الجمهورية اللبنانية، وقال:
١- ترتبط دول مجلس التعاون ولبنان بعلاقات اخوية وتاريخية على كل الصعد ويحرص الجانبان على تعزيزها باستمرار.
2- يؤكد مجلس التعاون دائماً على موقفه الثابت بشأن دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
3- يؤمن مجلس التعاون بضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة في لبنان لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية.
4- يؤكد مجلس التعاون ضرورة تطبيق قرارات مجلس الامن بشأن لبنان خاصة القرار 1701 واتفاق الطائف لاستعادة الامن والاستقرار الدائم في لبنان وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسيّ وسيادته داخل حدوده المعترف بها دولياً وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية.
5- يؤكد مجلس التعاون دعم دور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.
6- يجدد مجلس التعاون رفضه تحول لبنان إلى نقطة انطلاق للإرهاب أو تهريب المخدرات او تهديد أمن المنطقة.
7- تجدد دول المجلس رفضها القاطع لاعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلية المتكررة على لبنان وندعو قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى الانسحاب الفوري من كل الأراضي اللبنانية.
8- التأكيد ان أمن واستقرار لبنان عامل رئيسي للاستقرار في المنطقة وندعو كافة الأصدقاء والشركاء الدوليين لاستمرار الجهود المشتركة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم الأشقاء في لبنان وعلى كل الصعد.
9- تأمل دول مجلس التعاون الخليجي أن يلبي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة المرتقبة طموحات الشعب اللبناني الشقيق ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
10- تأكيد ما جاء في البيان الختامي لاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري بشأن دعم المجموعة الخماسية بما في ذلك دعم جهود المجموعة الخماسية لإجراء الانتخابات الرئاسية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، والإشادة بدور أصدقاء وشركاء لبنان في تعزيز الثقة وتعزيز التعاون مع مجلس التعاون ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمن الداخلي في حفظ الأمن.
وختم قائلاً: "أود أن أشدد وأؤكد أنّ العلاقات الخليجية اللبنانية لا تقسّم القسمة على اثنين فهي علاقات تاريخيّة راسخة ومتشعبة، نأمل أن نتمكن من خلال عراقتها أن نقدم نحن دول مجلس التعاون كل ما من شأنه ان يسهم في دعم واستقرار وأمن لبنان الشقيق، سائلين الله أن ينعم على الجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق دوام الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية".