ما يجري من فلتان للسلاح الغريب على ارض لبنان، لا يجب ان يدعو الى الاستغراب، وما يتجدّد من معارك فلسطينية داخلية كل فترة في مخيم عين الحلوة، يطلق العنان للمخاوف من مواصلة التصفيات السياسية الداخلية، لإنهاء بعض الفصائل الفلسطينية، مقابل سيطرة آخرين على أمن المخيم، وبالتالي جرّه الى مكان امني خطر يصعب ردعه، لتنفيذ اجندات خارجية وفرضها على الدولة اللبنانية، البعيدة كل البعد عن فرض هيبتها في ذلك المخيم، لكن كل هذا يعيدنا الى العام 1969 لتذكير من نسي او لا يعلم ببنود اتفاق القاهرة، الذي وقّع في تشرين الثاني من العام المذكور، حين وافق لبنان على الوجود السياسي والعسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية على اراضيه، وأعطى الشرعية لوجود وعمل المقاومة الفلسطينية في لبنان، وتم التأكيد على حرية العمل الفدائي انطلاقاً من اراضيه، فحمى هذا الإتفاق الفلسطينيين من المحاولات المتعددة لنزع سلاحهم .
حينها إعتبر البعض هذا الاتفاق متعارضاً مع مبادئ سيادة الدولة اللبنانية، ويتضمن بنوداً تتعارض وأحكام القوانين اللبنانية ، لكنه وُقّع من قبل الجنرال إميل البستاني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينيّة ياسر عرفات، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية محمود رياض، مع سلسلة اسئلة بقيت من دون اجوبة رسمية، لكنها في الحقيقة كانت واضحة وضوح الشمس.
الى ذلك ولتوضيح ما هو مرتقب من تداعيات معارك عين الحلوة على الوضع بشكل عام، يشير عميد متقاعد في حديث لموقع LebTalks الى انّ إتجاه المعارك في عين الحلوة هذه المرة يبدو خطيراً ودروبه طويلة، فالمخيم يجمع كل الفصائل الفلسطينية المتناحرة ضمن بؤرة امنية خطيرة، بسبب ما يحويه من خارجين عن القانون ومطلوبين، وعناصر متناحرة على من يسيطر على المخيم، وقال:" اعتقد انّ الاشتباكات العنيفة التي نشهدها منذ يومين مستمرة، لكن لا امتداد للاشتباكات الى مخيمات اخرى".
ورداً على سؤال حول الانتقادات التي وُجهت الى المسؤولين بسبب صمتهم إزاء ما يحصل، رأى انّ ما جرى أظهر ضعف الدولة، بسبب وجود هذا الكم من السلاح غير الشرعي، هي عملية معقدة ولا حلول جذرية ولا قرارات لضبط ما يجري، في وقت تحتاج فيه القيادة العسكرية الى غطاء سياسي كي تتحرّك على الارض، اذ من المستحيل ان يتدخّل الجيش فيها، فلا قرار خارجياً بدخول المخيم، ولن يكون هنالك نهر بارد جديد كما يردّد البعض.
ولفت العميد المتقاعد الى اجراءات إتخذها الجيش ومخابراته، لمنع تمدّد المعارك الى مخيمات اخرى، كما إتخذ تدابير مشدّدة على المداخل وحولها لمنع هروب اي مطلوب، وختم :"هنالك خطط قيد البحث لن يفصح عنها الجيش حالياً".