إستراتجيّة ردع أم قتل و دمار؟!

thumbs_b_c_b05cd3fec159e97b52f219d74b4af606

يقول خبير استراتيجي إنّ استراتيجيّة الردع كما تُطبّق من قِبل حزب الله في لبنان، تثير جدلاً كبيراً حول الأبعاد الأخلاقيّة والفعاليّة العسكريّة لهذا النهج، مضيفاً: “الأساس الذي يُفترض أن تُبنى عليه أيّ استراتيجيّة دفاعيّة، ينبغي أن يكون حماية المدنيّين وضمان سلامتهم. لكن عندما تتّخذ التكتيكات منحى يُعرِّض المدنيين للخطر من خلال استخدامهم كدروع بشريّة، تُطرح تساؤلات جديّة حول الأخلاقيات المُتّبعة من قبل حزب الله”.

يتابع الخبير الاستراتيجي: “إنّ تحصين المدنيّين أولويّة لا يمكن التغاضي عنها تحت أيّ ظرف. إستراتيجيّة الردع التي تتضمّن تعريض المدنيّين للخطر ليست فقط مخالفة للقوانين الدولية والإنسانية، بل تُعتبر أيضاً فشلاً أخلاقيّاً. الدفاع عن الأرض والمقاومة يجب أن يتماشى مع احترام حقوق الإنسان وحماية الأرواح البريئة وهذا ما لا يوليه حزب الله أيّ أهميّة”.

أمّا من الناحية العسكرية بحسب الخبير، “يبدو أنّ التحدّيات التي تواجهها استراتيجيّة الردع في مواجهة عدوٍّ غاشم ومستعدّ لاستخدام القوّة المفرطة، تُظهر حدود فعاليّة هذه الاستراتيجيّة. عندما تُقابَل الضربات بردود أعنف، يُسلَّط الضوء على الدورة المدمِّرة للعنف التي لا تُسفر في النهاية إلّا عن المزيد من الخسائر والدمار، خاصّة بين المدنيّين”.

يُنهي الخبير الاستراتيجي: “المطلوب هو تبنّي استراتيجيّات يكون الهدف الأسمى منها هو حماية الأرواح وتجنُّب التصعيد الذي يُعرِّض المزيد من الأبرياء للخطر. الاعتماد على التكتيكات التي تُحافظ على سلامة المدنيّين وتُقلِّل من الدمار يُعدّ خطوة أساسيّة نحو بناء استراتيجية ردع مسؤولة وفعّالة. لذلك من الضروري إعادة تقييم وتكييف الاستراتيجيّات لضمان أن تكون الدفاع وحتّى لا تفقد المقاومة بوصَلتَها الأخلاقيّة وأن تظلّ في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمان لجميع الأطراف المعنيّة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: