أعرب الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان عن دعمه الكامل للمسار السيادي والإصلاحي في البلاد، مشيدًا بخطاب رئيس الجمهورية جوزاف عون في 9 كانون الثاني، وموقفه الحاسم الداعي إلى استعادة السيادة الكاملة وحصر السلاح بيد الدولة.
وأكد لودريان أن هذين الالتزامين تم تثبيتهما في البيان الوزاري لحكومة الرئيس، مشيرًا إلى أن التحدي الأساسي اليوم هو تنفيذ هذه التعهدات. وقال: "فرنسا تدعم هذا التوجه بشكل كامل، ولا يمكن الحديث عن إعادة إعمار الجنوب من دون ضمان الأمن، الذي لا يتحقق إلا من خلال حصر السلاح بيد القوات المسلحة اللبنانية وحدها".
وتطرّق لودريان إلى الدور السعودي، مثنيًا على "الاهتمام الذي أبدته الرياض بتنمية لبنان"، خاصة في ظل الأزمة المؤسساتية التي هددت بزعزعة الاستقرار الإقليمي. وأكد على أهمية احترام اتفاق وقف إطلاق النار وتفعيل آليات المراقبة المعتمدة "لمنع التصعيد والتعامل مع أي خطر بحكمة"، رغم إقراره بوجود "أخطاء جسيمة تحصل أحيانًا".
أضاف أن "القلق الدولي الحقيقي يتمثل في اندلاع حرب جديدة في لبنان"، معتبرًا أن "التحرك السريع هو الطريقة الوحيدة لتفادي ذلك، وأن ما حدث في سوريا يجب أن يكون جرس إنذار وفرصة في الوقت نفسه للبنان".
وشدد لودريان على ضرورة الاستمرار في بناء الثقة وتعزيز جهود الإصلاح، محذرًا من أن "غياب الإصلاح سيشكل خطوة إلى الوراء"، أضاف: "لبنان على طريق التعافي، ويجب أن تدرك السلطات أن الوقت ليس في صالحها".
وفي ختام حديثه، قال لودريان: "أكثر ما يلفتني اليوم هو أننا بدأنا نرى وجود دولة لبنانية حقيقية. صحيح أنها لا تعمل بكامل طاقتها بعد، لكننا استعدنا شكلاً من أشكال الاستقرار الأساسي بعد سنوات من الجمود وعدم الكفاءة، وهذه قوة كبيرة يجب البناء عليها".