وقّعت جامعة سيدة اللويزة (NDU)، ومجموعة أ.ن. بوخاطر (ANB)، وشركة Layer10، اتفاقية شراكةٍ استراتيجيةٍ ثلاثيةً في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال حفلٍ أقيم يوم الأربعاء الواقع في ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥، في الحرم الرئيسي للجامعة في اللويزة. حضر حفل التوقيع رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري، والرئيس الفخري لمجموعة أ.ن. بوخاطر (ANB) أنطوان بوخاطر، والرئيس التنفيذي لشركة Layer10 كارل نعمة، وحشدٌ من كوادر وموظفي مجموعة أ.ن. بوخاطر وعائلاتهم. كما شارك في المناسبة كل من نائب الرئيس للتطوير الجامعي نجيب متني و مدير مكتب التواصل في الجامعة أندره فهد.
تهدف الاتفاقية إلى إرساء تعاونٍ مستدامٍ بين الأكاديميا والقطاع الخاص، عبر برنامجٍ تدريبي تطبيقي عالي المستوى يربط طلاب جامعة سيدة اللويزة مباشرةً ببيئات العمل الفعلية في مؤسسات مجموعة ANB وشركة Layer10، ممّا يمنحهم خبرةً عمليةً متقدمةً تواكب متطلبات السوق وتعزز جاهزيتهم المهنية. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التعاون بين الجامعة والقطاع الخاص، وتطوير برامج تدريبيةٍ متقدمةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي المطبق على قطاع توزيع وصيانة السيارات.
وتنص الاتفاقية على انضمام طلابٍ من جامعة NDU إلى فريقي ANB وLayer10 كمتدربين بدوامٍ كامل، للعمل على مشاريع متقدمةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي المطبق على قطاع السيارات، مع التركيز على الأتمتة، وهندسة البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي بدأت مجموعة أ.ن. بوخاطر بالاستثمار فيها في لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ نحو سنة. كما توفر مجموعة ANB الإرشاد والدعم اللوجستي، وتضع مساحاتها المهنية، وخبرة فريق العمل، وحاضنة الأعمال في مقرّها بتصرف المتدربين، بما يضمن دمجهم في بيئةٍ تشغيليةٍ حقيقية. وفي هذا الإطار، يجري اختيار الطلاب المؤهلين وفق معايير أكاديميةٍ ومهنيةٍ محدّدة، تشمل التميز الدراسي، والانتساب إلى اختصاصاتٍ ذات صلةٍ بالمشروع، كالهندسة، وعلوم الحوسبة والبيانات، والذكاء الاصطناعي. من ناحيتها، تتولى شركة Layer10 الإشراف التقني عبر مسارٍ تدريبي منظم، وبرنامج تأهيلٍ مهنيّ واضح، وإشرافٍ مباشرٍ يستند إلى خبرتها العميقة في مجال الذكاء الاصطناعي، المكتسبة من مشاريع متقدمةٍ نفذها المؤسسون في الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويعتمد أفضل الممارسات المعتمدة في بيئات العمل التكنولوجية.
وخلال كلمةٍ ألقاها في حفل التوقيع، أكّد الخوري أن "الجامعة تشكل جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني اللبناني"، مؤكدًا أنه "لا قيمة لأي جامعةٍ تكتفي بتخريج الأجيال من دون أن تفتح أمام طلابها آفاقًا حقيقيةً للمستقبل، أو تمنحهم فرصًا ملموسةً للانخراط في سوق العمل وبناء مساراتهم المهنية". وأشار إلى أن "فلسفة الجامعة في التعاون والشراكات تقوم على مبدأ التشابه في القيم والرؤية، إذ إن الشراكات الحقيقية تنشأ بين مؤسساتٍ يجمعها الإيمان بالإنسان وكرامته قبل أي اعتبارٍ آخر". ولفت إلى أن "سوق العمل المعاصر لا يحتاج فقط إلى كفاءاتٍ تقنية، بل إلى أفرادٍ متجذرين في القيم، يمتلكون هويةً واضحةً ومسؤوليةً أخلاقية، تمامًا كما هو حال مؤسساتٍ عريقةٍ كمجموعة ANB، التي تعمل منذ قرابة قرنٍ من الزمن على ترسيخ هذا المفهوم". وختم بالتأكيد على أن "الجامعة تسخر كل طاقاتها لتأدية دورها الوطني والتربوي، انطلاقًا من قناعتها بأن بناء الإنسان القائم على العلم والقيم معًا هو الأساس لمستقبل لبنان، ولمكانته في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي".
من جهته، استعرض بوخاطر المسيرة التاريخية للمؤسسة التي تعود جذورها إلى العام 1927، حين أسّسها الجد المؤسس نقولا بوخاطر، منطلقًا حينها في تجارة السيارات بين جبل لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وأكد أن "هذا الإرث لم يبن في لحظة، بل تراكم عبر سنواتٍ طويلةٍ من العمل والجهد والعطاء". وشدد على أن "الشراكة بين القطاع الخاص وقطاع التعليم العالي تعد عنصرًا حاسمًا لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وتعزيز تنافسية الشركات اللبنانية محلياً وإقليمياً". وأوضح أن "اختيار جامعة NDU يعود إلى استثماراتها المتقدمة في هذا المجال، وكفاءة طلابها وقيمهم، مؤكدًا أن وصل العالم الأكاديمي بالتطبيقات العملية يحسن جودة الخدمات، ويرفع الإنتاجية، ويسرع الأداء، ويحسن من خدمة الزبائن".
كما أكّد بوخاطر أن "هذه الخطوة تعد انطلاقةً أولى، وأن المجموعة تعتمد نهجًا داعمًا لتوسيع الشراكات مع جامعاتٍ أخرى، ضمن رؤيةٍ قائمةٍ على الانفتاح، وتكامل الكفاءات، وتسريع الابتكار والتعاون". واعتبر أن "مبادراتٍ كهذه تبرهن قدرة القطاع الخاص اللبناني على خلق فرص تعلمٍ وتوظيفٍ مهمّة، والحد من ظاهرة هجرة الكفاءات، وبناء قدراتٍ ابتكاريةٍ تعزز حضور لبنان في القطاعات التكنولوجية الناشئة". وختم بالتأكيد على أن "الاتفاقية التي يتم إطلاقها اليوم تجسد شراكةً حقيقيةً بين القطاع الخاص وجامعةٍ أكاديميةٍ مرموقة، وتشكل جسرًا حيا بين المعرفة والتطبيق، وبين قاعات الدرس وواقع السوق، وبين طموحات الشباب واحتياجات الوطن، في إطار رؤيةٍ مشتركةٍ تهدف إلى بناء مستقبلٍ أكثر تماسكًا واستدامةً للبنان".
بدوره، أكّد نعمة أن "اختيار جامعة سيدة اللويزة كشريكٍ أكاديمي ينبع من مكانتها العلمية وبرامجها الاستشرافية"، معربًا عن "تطلعه إلى تطوير هذا التعاون وبناء شراكةٍ تسهم في إعداد الجيل المقبل من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، القادرين على الربط بين النظري والتطبيق العملي".
تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي في لبنان، من خلال دمج المعرفة الأكاديمية بالخبرة العملية في القطاع الخاص، وتبادل المعرفة، وتنمية المهارات المتقدّمة، والاستثمار في الطاقات الشابة عبر مشاريع واقعيةٍ تعالج تحدياتٍ تشغيليةً ملموسة. ويشمل برنامج التدريب تطبيقاتٍ متقدمةً في الإدارة الذكية للمخزون، ونماذج التسعير، والتحليل التنافسي، وتحسين تجربة العملاء، إضافةً إلى أتمتة العمليات التشغيلية.