افتتح وزير الصحة العامة فراس الأبيض مشروع تزويد مستشفى الطوارىء الحكومي (المستشفى التركي ) بالطاقة الشمسية والذي ينفذ بالتعاون بين الوزارة واليونيسف, في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي في لبنان لمواجهة الطوارىء ما يضمن إمدادا مستمرا وموثوقا بالطاقة الكهربائية الضرورية لاستمرار الخدمات الطبية الأساسية.
وبالنسبة إلى المستشفى التركي في صيدا، يتضمن نظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية تركيب 448 لوحا شمسيا عالي الكفاءة بقوة 550 واط ما يضمن استمرار الخدمات الطبية من بينها تشغيل ماكينات التصوير المقطعي المحوسب وتشغيل عمليات غرفة الطوارئ ووظائف المختبر من دون أي انقطاع حتى في غياب التيار الكهربائي.
وأبدى الوزير الأبيض سعادته بتدشين مشروع الطاقة الشمسية بالمستشفى التركي في صيدا، “هذا المستشفى التي تقرر إنشاؤه إثر العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 بمبادرة من تركيا التي وقفت بجانب شعب لبنان وقدمت هذا المستشفى كي يكون مركزا متخصصا بالحروق واثار الصدمات ويقدم الخدمات ليس فقط لجنوب لبنان إنما لكل المناطق القريبة نسبيًا مثل منطقة جبل لبنان –الشوف إلى جزء من مناطق البقاع الغربي وصولا الى بيروت”.
وتابع: “شاءت الظروف وللأسف تأخر افتتاح المستشفى الا انه وفي ظل العدوان الاسرائيلي الثاني على لبنان, أرادت وزارة الصحة العامة ان يتم افتتاحه في ظل الحاجة إليه في هذا الظرف الصعب بما يحقق استراتيجية وزارة الصحة لناحية دعم المستشفيات الحكومية التي أظهرت بالأزمات أنها تقف الى جانب شعبنا وخاصة الفئات الأكثر هشاشة”.
ولفت إلى أن “جزءا من المشروع هو مشروع الطاقة البديلة التي تنفذه الوزارة بكل مؤسساتها سواء الاستشفائية أو مراكز الرعاية الاولية او المستودعات وغيرها للحد من أزمة التيار الكهربائي, وقد ثبت أنها استراتيجية سليمة لأنها تخفف التكاليف على الجميع”. وقال:” إن افتتاح هذا المستشفى كان تحديا لذلك كان القرار بافتتاحه على مراحل حيث تضمنت المرحلة الأولى افتتاح الخدمات الخارجية من مختبر واشعة ومن ثم افتتاح قسم العلاج الكيميائي ومن ثم تأمين مشروع الطاقة الذي يخفف التكاليف”.
أضاف: “أن الوزارة أنجزت مناقصة لشراء ماكينات غسيل الكلى ومن المتوقع وصولها ان شاء الله بشهر تشرين الثاني المقبل لافتتاح قسم غسيل الكلى بهذا المستشفى إضافة إلى مشروع ترتيب العمليات واجنحة الاقامة بموضوع الاوكسجين وغيرها” .
وأمل وزير الصحة العامة “ان يكون المستشفى باقسام الطوارىء والعمليات والدخول جاهزًا للعمل في خلال فترة وجيزة, مضيفا :”أنه في اطار دعم هذا التوجه حولت وزارة الصحة عبر وزارة المالية مساهمة كبيرة لهذا المستشفى للادارة القائمة عليه لاستعمالها بهذا الموضوع ونحن نعمل ومصرون على افتتاح المستشفى قبل نهاية هذ العام كي يعمل بطاقة كاملة لخدمة اهلنا ومجتمعنا”.
ولفت الى ان “هذا الموضوع لم يكن ليتحقق لولا عدة اطراف بدءًا من الادارة القائمة على المستشفى ولا سيما السيدة الترياقي ومجلس الادارة الذي أظهر أمانة في المحافظة على التجهيزات بداخله رغم فترة الإقفال الطويلة. كما نوه باهتمام اليونيسف التي أمنت التمويل ونفذت الجزء الأول على أن يكون هناك جزء ثان من مشروع الطاقة الشمسية للموقف الكبير بالمستشفى. ولفت إلى جهود الشركاء الآخرين مثل الهلال الأحمر القطري وقال إن الشكر الاكبر يبقى لدولة تركيا التي قدمت المستشفى بكلفة تقدر لغاية اليوم بما يقارب 20 مليون دولار”.
وختم قائلا: “نحن في هذا البلد نمر بمرحلة مفصلية وازمات متعاقبة، ووسط الخراب الذي نراه والعدوان الاسرائيلي, يؤكد اللقاء اليوم أنه بتوفر الإرادة السليمة تتوفر الموارد وتنفذ امور ايجابية بدلا من البكاء على الاطلال”.