على أبواب هذا الموسم السياحي، كان الجميع في لبنان يتطلع إلى السائح الخليجي الذي كان يشكل رافداً أساسياً للإقتصاد اللبناني و لدورة إقتصادية متكاملة نظراً للأعداد الكبيرة التي كانت تأتي من الخليج، حيث أن للخليجيين أملاك في معظم بلدات الإصطياف ولا سيما السعوديين، من هنا فالأزمة اللبنانية-السعودية المتفاقمة كان لها الأثر السلبي البالغ على موسم الإصطياف، ناهيك عن أن لبنان إفتقر دعماً أساسياً لطالما كان بحاجة إليه في الظروف الصعبة والملمات التي اجتازها منذ منتصف السبعينات.
والسؤال المطروح اليوم أين أصبحت هذه الأزمة؟
مصادر دبلوماسية موثوقة تؤكد لموقع “LebTalks” إلى أن هناك إتصالات جرت على أعلى المستويات يقوم بها السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري، إضافة إلى السفير اللبناني في السعودية زهير كبارة بغية إعادة ربط العلاقة بين البلدين، وفي غضون ذلك نقل بأن مجلس العمل اللبناني-السعودي كان له الحراك الأبرز على مستوى الجالية اللبنانية في السعودية وقام باتصالات بالغة الأهمية، ولهذه الغاية زار مقر سكن السفير البخاري في اليرزة حيث جرى عرض مسهب لتفاصيل العلاقة بين البلدين، أكد خلاله السفير البخاري على عمق هذه العلاقة، وأن المملكة لم تتخلَ عن لبنان ولم ترحّل اللبنانيين كما أشيع ولكن أمنها خط أحمر، أما في جديد هذه الأجواء ومما أعاد الأمور إلى الوراء فيتمثل بكلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عندما أكد على هزيمة المحور الأميركي-السعودي في اليمن وهو أمر يصب في إطار التعبئة، وبالتالي هو كلام إيراني الهوى له تداعياته سلبية على الساحة اللبنانية.
وهنا ينقل بأن إستياءً عارماً من جراء كلام السيد نصر الله أصاب الجالية اللبنانية المنتشرة في أرجاء مدن المملكة حيث أن ما تطرق إليه يؤثر على مسار هذه العلاقة، خصوصاً بعد الإساءات الأخيرة التي أطلقها وزير الخارجية المستقيل شربل وهبي، إلى إدخال الممنوعات إلى المملكة والحملات الإعلامية من قبل بعض الإعلام المدعوم من حزب الله، كل ذلك وبالجملة يصب في خانة التأثير البالغ السلبية على خط هذه العلاقة التاريخية بين بيروت والرياض.
وأخيراً يكشف بعض العائدين من المملكة عن أجواء حزينة أصابت الكثيرين ممن يعرفون لبنان، من إعلاميين سعوديين إلى مسؤولين وسواهم، حيث يعبّرون عن سخطهم من جراء سيطرة حزب الله على مفاصل لبنان السياسية والإقتصادية والأمنية، إلى حملاته المستمرة على المملكة، ما يؤكد على المعلومات التي سبق وأُثيرت مع المسؤولين اللبنانيين ومؤداها أن الجرحى الحوثيين يعالجون في مستشفيات تابعة لحزب الله، وأن الحزب يقاتل إلى جانب الحوثيين في اليمن، وثمة معسكرات له في البقاع، وهذا ما أكده بطريقة أو أخرى السيد نصر الله عندما تحدث عن حرب اليمن في كلمته الأخيرة.
