“لا داعي للهلع” شعار باتت وزارات الدولة تتبعه عند اقتراب أي مصيبة أو أزمة لتدخل نفسها والناس في حال النكران وعدم توقّع الأسوأ مع أن الأسوأ آت لا محالة، والأمر نفسه يتكرر اليوم على الصعيد الأمنيّ، إذ بعدما أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أن الوضع الأمنيّ مستتبّ و”مكموش” إطمأن جزء من اللبنانيين لهذه التصريحات، إلا أن أرض الواقع تقول العكس.
ميدانياً، الجوع والفقر والحاجة باتوا على جميع الأراضي اللبنانية، فمن لا ينجح في الهرب “بحراً” من البلد يحاول بشتى الطرق والوسائل أن يهرب من الواقع، وتكاد السرقة و”التشبيح” والقتل أن تكون الوسائل الأبرز والأسهل لدى كل مَن يعاني من الأزمة المالية والفقر ووصل به الأمر إلى حائط مسدود، وهذا ليس تبريراً، إلا أنه مع الوصول إلى الدرك في بلد يفتقد لأغلب مقومات العيش، لا بد من توقّع ووقوع الأسوأ. بالأرقام، جرائم القتل حتى شهر آب الماضي زادت بنسبة 5.7%، وهذا يعني أن الجرائم زادت على الرغم من وجود رئيس للجمهورية وحكومة تصرّف ما تقدر عليه من أعمال، بمعنى قبل التخبط في شغور الرئاستين الأولى والثالثة.
وبعد دخول البلد في الشغور المزدوج وأخذه إلى التناحر السياسي بإرادة الفريق المعطّل، الذي يريد تفاقم هذا التناحر خدمةً لمصلحته، يُحكى عن تغلغل الخلايا الإرهابية داخل البلد من دون أي مقاومة أو رفض، إذ إن كل هذه الأوضاع التي يمر بها البلد حالياً ليست إلا بيئة حاضنة وداعمة لأي استغلال من أي خلية إرهابية ترى أن بإمكانها استقطاب الشباب إلى دائرتها من دون أي مقاومة، لا بل بتهليل واستقبال كبيرين نظراً لما وصلت إليه الأوضاع الإقتصادية والمعيشية من حضيض لا تُحمد عقباه.
وفي معلومات خاصة لموقع LebTalks، فإن الأوضاع الأمنية في البلد ليست على ما يرام،حيث أنه في ظل الإرتباك الحكوميّ الحاصل والشغور الرئاسي والتخبّط السياسي، تزداد المخاطر الأمنية والتفلّت في المناطق اللبنانية كافة ليصبح من الصعب على القوى الأمنية ضبطه أو تداركه في الوقت المناسب، إلا أنه وبحسب المعلومات أيضاً، فإن المؤسسة العسكرية في حالة تأهبٍ تامٍ في كل المناطق وتعمل على مراقبة وملاحقة كل الخلايا والمجموعات الإرهابية وتلك الخارجة عن القانون لضبط الوضع ومحاولة حصره منعاً للتمدّد، إلا أن ذلك لا يكفي بتاتاً، فالدور السياسي في البلد له وقعه على الأرض وهذا ما يجب على المسؤولين والمعنيين التفكير به، فلن يستفيد أحد من وقوع البلد في فخ أمنيّ يأخذنا جميعاً إلى قاعٍ ليس من السهل الخروج منه.