كتب محمد السرميني - مدير مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية في لندن
تحمل حرب غزة آثاراً عميقة على دول الجوار، وبلا شك فإنّ لبنان هو من أكثر المتأثرين بهذه الحرب لاعتبارات عديدة، وهو ما يستدعي من الأطراف اللبنانية مزيداً من العمل الجادّ للحدّ من الآثار السلبية التي يمكن أن يتعرض لها لبنان.
العمل على استقرار لبنان مصلحة محلية وإقليمية ودولية، ويمكن أن يكون ما يحصل في المنطقة فرصة تاريخيّة لتحقيقه، في مسار تحقيق التغير الذي يطمح له اللبنانيون.
التصعيد العسكري والدفع باتجاه دخول لبنان في حالة حرب لا يُحقق مصلحة أي طرف لبناني رغم الموقف اللبناني الداعم للقضية الفلسطينية ، وينبغي أن تعمل كل الأطراف السياسية على أن يكون قرار الحرب والسلم بيد مؤسسة الجيش، باعتبارها المظلّة التي تُمثل الدولةَ وتُحقق مصالح كل اللبنانيين.
هناك العديد من الأطراف الإقليمية والدولية التي تعمل من أجل تيسير الوصول إلى حلول للأزمات التي يواجهها لبنان، إلا أن هذه الأطراف لا يمكن -ولا ينبغي لها- أن تقوم بالمهامّ التي ينبغي أن يقوم بها اللبنانيون أنفسهم.
انتخاب رئيس للجمهورية أمر مُلحّ لتحقيق الاستقرار السياسي في لبنان، ومن أجل تحقيق مصالح اللبنانيين جميعاً -وبلا شكّ- فإنّ التوافق بين الأطراف اللبنانية أنفسها هو الطريق الوحيد نحو الوصول إلى مخرج لأزمة انتخاب رئيس للجمهورية، وأي محاولة لفرض رئيس لا ترتضيه الأطراف الرئيسية سيكون وصفة لاستمرار الأزمة وتعميقها.